نقّارون

مالك المداني

تصبح الحماقة "خطراً" عندما تكون فِكراً وثقافة عامة !
لها رواد ومنظرون ورموز يعتد ويحتذى بهم  !
عندها ... يصبح الغباء وجهة نظر والبلاهة سلوك طبيعي والإستحمار حكمة !!
عندها ... يصبح الاحمق معلماً ، والأبله قدوة ، والغبي صاحب رأي وحضور  !
فتبنى لهم الصروح وتقام لهم المنابر وتشق لهم الطرق
وتطبع لهم الكتب وتبرى لهم الأقلام وتسطر لهم الورق
ويساق إليهم بالجماهير التائهة والحشود الشاردة  !!
ليتكاثر قطعان الهمج  !
فيصبح اللامنطقي منطقي ، والمنطقي لامنطقي
واللامعقول معقول ، والمعقول لامعقول  !!
الباطل حق والحق باطل! 
الواجبات هوامش والهوامش واجبات !!
الهرطقات فتاوى والفتاوى هرطقات!
الجهلة نخب .. والنخب جهلة!!
إسرائيل صديق وفلسطين عدو!
فتنعكس الإتجاهات وتنقلب إبر البوصلات وتلتبس الأمور
وتزيف الحقائق ويكبر الضئيل ويتضائل الكبير  !!
حينها تفرغ القيم وتجوف المبادىء وتقزم الثوابت
وتسطح المفاهيم وتسخف الإهتمامات وتعظم السخائف  !!
فينتشر الظلم ويتعاظم الشر ويصبح السكوت عنه واجب  !!
والوقوف في وجهه خطيئة والإنقياد له من علامات الايمان  !!
في تلك الحالة تكون الفطرة طفرة ، والطفرة فطرة  !
لينتهي بك المطاف وانت تحمل كل هذا التشوه الفكري كقناعة راسخة مستعد للقتال عليها  !!
نحن نعيش أقبح الحقب البشرية على الإطلاق!!
لقد أخبرني والدي من قبل أن العالم سيء ،
لكني لم اعتقد أنه بهذا القدر من السوء!