• الساعة الآن 09:18 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هل السيد القائد راضي عن الفاسدين أو غير قادر على تغييرهم؟

news-details

 

 

خالد العراسي

 

بالنظر الى الوضع العام يتضح أن السيد القائد هو السراج والنور الوحيد المتبقي للشعب اليمني .

وانه بمجرد أن تحدث عن التغييرات الجذرية كان ذلك بمثابة اطفاء واخماد لغضب الشعب الساخط .

وعندما قال بأنه سيشرف ويتابع التغييرات الجذرية الى ان يتم تنفيذها بشكلها الصحيح شعرنا بان تلك الكلمات غسلت قلوبنا تماما.

وتحول الموقف الشعبي من السخط الناتج من أعمال المزريين الى الرضا مع ترقب وانتظار التنفيذ .

لا يخفاكم المستجدات التي طرأت بشأن قضيتنا الاساسية والمركزية وبوصلتنا ومحور اهتمامنا "فلسطين".

ولا يخفاكم بأننا اتخذنا قرارات في اطار مناصرة القضية لم نتخذها بشأن مصيرنا رغم كل ما عانيناه طوال تسعة أعوام .

ما سبق الحديث عنه هنا يشير الى شيئين:

الاول هو أن السيد القائد صمام امان ومبعث اطمئنان الشعب ومصدر الثقة ،والثاني هو ان انشغال القائد يؤدي الى عدم اشرافه ومتابعته لموضوع التغييرات الجذرية ، وللأسف الشديد لا يوجد من ينوب عنه في تصحيح الوضع الداخلي ومتابعة التنفيذ ...كما أن ذلك يوحي أيضا بأن هناك تيار مضاد (المزريين وحماتهم) لانه لو أن الولاء والاخلاص للسيد القائد حاضرا في قلوبهم لنفذوا فورا ولما احتجنا الى كل هذه المعركة .

في الكلمة الاخيرة للقائد بمناسبة يوم الشهيد طمئننا بان هناك شغل وعمل مستمر بشأن التغييرات الجذرية وهذا يوحي بأن الموعد اقترب.

ارى والله اعلم أن تأخير اعلان حكومة الانقاذ  سببه الحرص على دقة التنفيذ بشكل صحيح لان التغييرات هذه المرة بوجه السيد القائد نفسه .

أما عن تلك اللجان التي تنزل الى كل الجهات الحكومية باسم التقييم فما هي الا جزء من المغالطات والتتويه والتدليس الذي يمارسه شلة الوضع المزري .

في السابق كنا نسمع باستمرار سؤال وهو

*هل السيد القائد راضي عن الفاسدين والفاشلين أم انه لم يعد قادرا على اجتثاثهم ومحاكمتهم ؟.*

وبهذا الشأن أود أن اشرح تجارب شخصية وأشياء اطلعت عليها بنفسي ،وذلك ليس من باب الحديث عن الذات بقدر ما هو من باب التحدث عن شيء متأكد من صحته تماما وليس قالوا وقالت .

اولا في اطار مكافحة الفساد كانت لي تجربة بايصال بعض التقارير والبلاغات الى يد السيد القائد شخصيا فكان اهتمام القائد كبيرا جدا بل وكانت هناك صدمة توحي بأن ما وصله يختلف عما يصل اليه حيث كانوا يقولون له بأن الفساد المالي في أدنى مستوياته بل وحددوا له انه من الف الى عشرة آلاف ريال، وأن خدمة الجمهور ومكاتب الشكاوي كفيلة بالقضاء على هذه التصرفات ، فكانت الفاجعة هي الاطلاع على فساد بمليارات وما كان منه الا ان استدعى رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وسلم له الملفات للتحري والتحقيق والتأكد ،وكان اغلبها قد تم التحري بشأنها وصدرت بها تقارير وتواصل معي رئيس الجهاز وهو بالطريق اثناء عودته من ضيافة القائد وقال لي ملفاتك التي سلمتها للسيد عندي وطلب ان نلتقي، والتقينا في اليوم التالي واستمر العمل ، والخلاصة هي اولا كان هناك اشياء لم تصل الى القائد اطلاقا واشياء وصلت اليه بشكل مغلوط واشياء بشكل منقوص ،وهذا ما اكده أيضا الاستاذ أحمد المؤيد بعد لقاءه بالسيد القائد واوضح بانه كان عنده فكرة خاطئة عن موضوع مهم جدا وهذا ما يتم في اغلب الكوارث التي يسببها كبار المزريين .

وثانيا القائد لايرضى بالباطل ابدا أبدا.

فبمجرد التأكد من فساد البعض وجه بتغييرهم فورا بل وكلف أحد قادة المناطق العسكرية بمتابعة تغييرهم وعدم اعادة تعيينهم مرة اخرى واحالتهم للمحاكمة ...والتنفيذ بطيء وفيه كثير من العراقيل والمغالطات بسبب حماة الفاسدين ممن يتقاسمون معهم محصول النهب .

كما أن القائد لا يستعجل ولا يستخدم البطش من البداية فيترك فرصة ويبدأ بالنصح والارشاد وهذا ما لاحظناه في كل محاضراته ودروسه وفي شرح وصيتي الاممام علي لمالك الاشتر ولولده الحسن عليهم سلام الله وعندما استنفذ مرحلة الارشاد بدون فائدة بدأ فورا بمرحلة التغييرات الجذرية وسيبدأها ويكملها بشكلها الصحيح باذن الله تعالى .

وثانيا في اطار الرؤى والبرامج والاطروحات والمقترحات البناءة ايضا أوصلت اليه بعضها ، في الجانب الاقتصادي والمالي ورؤية لتصحيح مؤسسات الدولة واخرى لمحاربة الفساد وغيرها من الرؤى المهمة التي نالت استحسان السيد القائد وحولها للدراسة وتم اعتمادها والتوجيه بتنفيذها الا أن الخلل كان في المنفذين أنفسهم وذلك لان التصحيح سيغلق عليهم الحنفية التي تدر عليهم مليارات وسيحول تدفق هذه المبالغ المهولة الى خزينة الدولة بدلا من تدفقها الى جيوب هوامير الفساد الملياري كما يحدث حاليا.

المزريين مش اغبياء ولا يفتقرون للرؤى لكن التصحيح سيوقف مصالحهم، ويستخدمون الاغبياء والخانعين والخاضعين باذلال وذوي الطاعة العمياء وعديمي الخبرة والشرف والنزاهة والكفاءة لانها الفئات الوحيدة التي ستنفذ كل ما يقال لها دون نقاش .

الحلول ليست معدومة ولا مستحيلة لكن الضمائر الحية هي المفقودة .

أما التلميح بأن السيد القائد عجز عن اقتلاع المزريين فهذا هراء وقلة وعي وانعدام بصيرة .

فالمطلع على  الاحداث والمتتبع لها يعرف أن العدوان يسعى جاهدا لاشغال القائد عن اولوياته وهي مواجهة العدوان الكوني .

فعدم انشغال القائد بشكل كبير بأمور داخلية جعل محور الظلام والشر العالمي في مأزق كبير جدا ولا حل امامهم الا ان يشغلوا هذا الرجل العظيم بأوضاع الداخل.

لكنه قائد رباني ومكلف بمهمة والله يعينه ويبصره ويرعاه ولهذا تمر المكايد والحيل العالمية والداخلية كأنها لم تكن ولديه سعة صدر لم نلمسها في اي شخص اخر .

ومن تمكن بفضل الله عز وجل من صد ومقاومة بل واركاع أبشع تكالب وتحالف وعدوان كوني شهدته البشرية لم ولن يعجز بأذن الله تعالى عن التصحيح الداخلي ولا يمكن للمزريين ان يشكلوا حجرة عثرة في طريق وتوجه القائد.

هناك تيار مضاد ومعارض للتغييرات الجذرية ويريدها ان تقتصر على تغييرات وتعديلات قانونية وكأنها هي السبب في تعثر التصحيح وأن لا تمس الاشخاص وعلى الاقل بعض الاشخاص الذين لديهم قبة حديدية داخلية تحميهم من الاقالة او المحاكمة .

لذلك تغيير الاشخاص هو الاهم  ، فتعيين بدلا عمن تسببوا بالوضع المزري واستبدالهم بمن يتمتعون بالكفاءة والنزاهة وقوة الشخصية سيؤدي الى تصحيح كافة مرافق الدولة بخطوة واحدة

لان وضع الشخص المناسب في المكان المناسب سيجعله يقوم بكل الاصلاحات اللازمة (قانونية وادارية ومالية ..الخ) وسيجعله يعمل على حل كل الاختلالات القائمة في الجهة التي يديرها ، وسيؤهل الموظفين ،وسيقود الجهة الى مرحلة التحديث والتطوير .

والتحجج بان القوانين والانظمة هي المعيقة ماهي الا محاولات تتويه وتشتيت ووسيلة لحماية من يعملون على خدمة العدوان بقصد او بدون قصد .

كل ذلك سيزول قريبا باذن الله وبفضله ثم بفضل السيد القائد والشعب كله يؤيد التغييرات ولا يمكن لقوة على وجه الارض ان تعيقها وأهم ما في الموضوع هو الحرص كل الحرص على تنفيذها بالشكل الصحيح حتى لا تتزعزع ثقة الناس بأعظم قائد في العصر الحديث ولا يفقدوا حتى جزء من الامل .

بمعنى أنه لا ينبغي اطلاقا اعادة تعيين أي فاسد او فاشل في حكومة الكفاءات ، وينبغي أيضا كبح جماح حكومة الظل ومنح حكومة الكفاءات صلاحيات مطلقة في اطار اختصاصاتهم .

وتفعيل التقييم والرقابة المستمرة ومبدأ الثواب والعقاب .

والبدء الفوري ببقية خطوات التغيير الجذري من تصفية للفاسدين والفاشلين من رؤساء هيئات ومؤسسات وشركات وصناديق ومحافظين ووكلاء محافظات ونواب وزراء ووكلاء وزارات بما يرضي الله .

والله الموفق والمستعان

شارك المقال: