أحمد سيف حاشد
الحقيقة المُرة التي يتهربون وينفرون منها: في "غزة" الإبادة تسير بوتيرة عالية ومتسارعة وعلى نحو يفوق التصور والخيال.
فيما أفعال كل المقاومات وكل المناهضات التي نراها أو نسمع بها ـعلى الأقل حتى الآنـ لم تنجح البتة في تغيير واقع هذا الحال العدمي البشع والمرعب التي تعيشه غزة وشعب فلسطين.
الحقيقة المُرّة حتى الآن: لا يوجد ما يمكنه أن يوقف أو يمنع أو يغيِّر واقع هذا الحال المتمثل في استمرار إبادة شعب فلسطين.
القول بغير هذا مجرد تضليل أو تنفيس أو قلة حيلة ووسيلة وشجاعة ونحو ذلك.
أن ينتصر حكامنا على شعوبهم التي اعتادت قبول الذل والعبودية، فهو أمر سهل وميسور ونراه بمليء السمع والبصر.. أما غيرها في مواجهة الإبادة في فلسطين، فمازالت حتى الآن مجرد خربشات ومناوشات لم تستطع بعد قلب أو زحزحة طاولة واحدة، فضلا عن تحريكها.
"ومن ما نفع أمه لن ينفع خالته". الموظفون بلا مرتبات، والمعلمين يعانون الأشد، واليمن ممزق، والطرقات مقطوعة، والحصار مستمر، والدولة والمؤسسات والتنمية مفقودة تماماً، والمستقبل مخنوق ومعتم في ظل استمرار تثبيت مخرجات الحرب الملعونة، وتبعاتها الكارثية التي لا نعلم متى ستنتهي.
شعبنا يتضور جوعاً، وما من مصيبة تقع على رأس شعبنا إلا وتم استغلالها وجعلها موضوع تربح وجباية، وحكام الغلبة يستغلون كل شيء يحدث ضد شعوبهم، ويستفيدون منها لصالح شرذماتهم، وتوطيد حكمها على حساب حقوق ومصالح شعبنا، ويهربون دوماً إلى الأمام ليضاعفوا مأساة شعبنا، وسيظلون كذلك دون أي شعور بالمسؤولية نحو شعبنا المنهك والصابر والمهدود.
شعبنا الذي يعيش الفقر والجهل والمرض، بل والمعاناة والمرارات والمصائب كلها، غير أن الأهم هو أنهم لا يقولون لنا إلى متى؟!