• الساعة الآن 12:36 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

دغسان أحمد دغسان و "مرجان أحمد مرجان"

news-details

 

ليس عنوانا لفيلم من أفلام عادل إمام على شاكلة "مرجان أحمد مرجان" وقصيدته "الحلزونة"، بل تاجر موت بامتياز وبرتبة مؤمن أنصاري قصيدته الأبرز "بف باف".

تقضي سلطة صنعاء بالإعدام على الناشطة فاطمة العرولي بتهمة  التخابر مع دول العدوان، فيما تحتفي بالتاجر دغسان وهو يقتل بمبيداته عشرات الضحايا يوميا. لكن لا يهم طالما أن دغسان من المؤمنين الصادقين، وقد يخاطبه أحمد حامد أو المشاط بالقول: "ارحِب يا ولي الله".

هو تاجر مبيدات مؤمن بضرورة مكافحة كل ما هو ضار، ولدرجة أن إيمانه لا يمنعه من استيراد مبيدات من كيان صهيوني تعتبره أدبيات الأنصار عدوها الأول الذي تدعو عليه بالموت في كل وقت، والإتيان بتلك السموم شاحنات وقاطرات وكونتينات، ليُعين بها الشعب اليمني على التخلص من نفسه والموت سريعا وبدون أن يكلف سلطة صنعاء عناء البحث له عن مرتبات من دول العدوان أو عن غذاء فاسد من برنامج الغذاء العالمي. فالأفضل أن يموتوا بأمراض السرطان المتنوعة سريعة الفتك، بفعل المبيدات الدغسانية، عندها تترحم عليهم سلطة صنعاء ممثلة بطه المتوكل في مأتم يحضره بالـ"قاوق" كخطيب جمعة سابق أصبح فجأة وزير صحة.

يبدو دغسان منتفخا مثل كرش انزلق من يد جزار وساح على الأرض قبل أن يباشره في مكان منزو حتى لا تتصاعد الجيفة، لكن الحمل الثقيل من الروث قسر ذلك الكرش فلم يستطيع احتمال البقاء معلقا أكثر.

تجرم سلطة صنعاء استيراد أي بضائع إسرائيلية وتقود حملات مقاطعة إيمانية وجهادية في السوبرماركتات والمولات، وتلقي القبض على قمصان وشنابل مكتوبا عليها "صنع في إسرائيل" لتحرقها على الملأ تقربا إلى الله، فيما تلقي بأصحاب محلات وعربيات يُعثَر عندهم على أدنى شبهة بضاعة إسرائيلية في غياهب السجن ثم الموت.

أما مبيدات دغسان فليست بضاعة أصلا في نظر سلطة صنعاء، وبالتالي حتى لو كانت إسرائيلية الصنع ومميتة وقاتلة ومدمرة للبشر والشجر والزرع والضرع، فإنها تبقى دغسانية إيمانية مائة في المائة. وفيما لو قام هذا المسؤول الجمركي أو ذاك بحجز شاحنة من شاحنات دغسان، فإن الجواب يأتيه على الفور: دعها فإنها مأمورة وتعرف إلى أين تصل. ولربما قد يسمع الجمركي المسكين حينها من الكلام والتهديدات ما يجعله يقضي نحبه على الفور خوفا وهلعا وامتهانا.

في مذكرة تبعث على الضحك المرير، يخبر وزير الزراعة عبد الملك الثور مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد عن اعتذاره على عدم قدرة وزارته على تلبية طلبه بإدخال شحنة (بروميد الميثيل) وتوريد هذا الصنف من المبيدات كونه محظورا عالميا.

وبحسب ما توحي المذكرة فإن حامد كان قد تقدم بطلب استيراد شحنة بروميد الميثيل تحت مزاعم احتياج مزارعي منطقة بني معاذ بصعدة إلى ذلك الصنف من المبيدات "لتعقيم البيوت المحمية التابعة لهم".

وجملة "تعقيم البيوت المحمية التابعة لهم" (لمزارعي بني معاذ) تحتاج إلى خبراء بيولوجيين يَشْرحونها أو يُشرِّحونها، حيث الكلور والمنظفات والصوابين لا تعود مجدية ولا جديرة بتعقيم بيوت مزارعي بني معاذ الصعداويين، ولن يقوم بتعقيمها سوى بروميد الميثيل.

لكن حامد لا ييأس، بل يكتب على وجه السرعة طلبا مفاده: "إلى التاجر المؤمن ولي الله دغسان أحمد دغسان المحترم، يرجى إحضار الصنف المشار إليه أعلاه نظرا للأهمية القصوى المتمثلة في تعقيم بيوت مزارعي بني معاذ والسلام"، فلا يكاد يقوم من مقامه أو يرتد إليه طرفه حتى تدخل شاحنة بروميد الميثيل، إسرائيلية الصنع على وجه الخصوص، لكون إسرائيل هي الأمثل في "التعقيم" والإبادة والقضاء على كافة الكائنات البشرية المزعجة، وبذلك يكون حامد ودغسان قد كنسا ما تبقى لبيوت اليمنيين من عافية فلا يعودون يفكرون سوى بالفناء واجتراع الموت مرضا وظلما وقهرا.

شارك الخبر: