• الساعة الآن 08:27 AM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

غرفة سريرية أم غرفة تجارية؟

news-details

 

 

غرفة تجارية في صنعاء لم يعد لها من هدف سوى تكريم رجال مال مخصصين ومسمين بأسمائهم وصفاتهم "تقديرا لجهودهم"، وكأنها معنية بالتكريم والتقدير والتشجيع وتقديم التسهيلات. لكن هكذا يحدث تزويقا وتلميعا، بينما الهدف الحقيقي وغير المعلن لها، بعد استحواذ سلطة صنعاء عليها وتحويلها من غرفة تجارية إلى "غرفة سريرية"، فهو الحرب على التجار والتجارة.

قلبت سلطة صنعاء كل معايير عمل المؤسسات العامة والخاصة، وأخصت كل كيان من المفترض أن يكون مستقلا وفاعلا وإيجابيا، وحولتها إلى كيانات سلبية داجنة.

وها هي الغرفة التجارية بعد أن كانت ملاذا يستطيع أن يضمن لرؤوس الأموال والتجار حماية قانونية، غدت عنوانا للابتزاز وللحرب على التجار.

جاء علي الهادي، الرئيس الحالي للغرفة بعد إقالة رئيسها المنتخب حسن الكبوس، كأنما ليقول أنا هنا لمحاربة التجار والتضييق عليهم إلا أولئك الذين ترضى عنهم سلطة صنعاء.

بحسب مختصين، كان قرار تعيين الهادي مخالفا للقانون، حيث من المفترض أن من يرأس الغرفة التجارية عليه أن يصل إلى ذلك المنصب من خلال انتخابات تجري بين الأعضاء، مثلما فعل الكبوس ومن سبق الكبوس. لكن طالما أن الهادي أنصاري، والأنصار يحق لهم ما لا يحق لسواهم، فمن الغباء الحديث عن خرق لقانون هنا وفرض أمر واقع هناك.

يستطيع الهادي، باعتباره أنصاريا، أن يرضى عمن يشاء ويغضب على من يشاء من التجار ورؤوس الأموال، ولن يمنعه أحد من ذلك أو يقف في وجهه أو حتى يعترض على هذا الإجراء أو ذاك يكون قد اتخذه بمزاجه الأنصاري. فالهادي وأمثاله يسيرون الأمور بالمزاج الذي هو كل ما لديهم من خبرة ورصيد إدارييين. إنهم يسيرون منشآت وجدوا أنفسهم على قمة هرمها وفق ذلك المزاج. يسيرونها لا يديرونها، وبالتالي لا عجب عندما يجدهم المرء يرفهون عن أنفسهم بعدد من الأنشطة قتلا للرتم الرتيب.

اليوم على سبيل المثال، شهدت الغرفة التجارية حدثا هاما أوردته وكالة سبأ التابعة لسلطة صنعاء على وجه الدقة: رئيس الغرفة التجارية علي الهادي يقوم بتكريم رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر المهندس بحري ياسر محمد، ونائبه زيد الوشلي.

تكريم يحضره وزير النقل عبدالوهاب الدرة ومحافظ الحديدة محمد قحيم، ويوضح فيه "رئيس الغرفة علي الهادي أن هذا التكريم يأتي تقديرا لجهود رئيس المؤسسة ونائبه في تسهيل أعمال القطاع الصناعي والتجاري وتسريع آلية استقبال السفن وتفريغ البضائع"، قبل أن يلفت "إلى أهمية تعزيز التنسيق بين المؤسسة والغرفة التجارية في كافة المجالات".

 

شارك الخبر: