نقّارون

محمود ياسين

ماالذي اوصلنا لهذا؟ في حمى حاجتهم لتحديات ضد اسرائيل وتهديد للكيان

وعندما جاءت اقوى التصريحات منكم تهديدا بالصواريخ والمسيرات لم يصدقكم اغلبهم

لماذا ؟

فقدتم ثقة الكثيرين ام فقد الكثيرون الرجاء ؟

هل نحن متعبون إلى هذا الحد ؟

او انه وعيكم الحاد ؟

حتى نصر الله يتلقى الشتائم اثناء موجة الكراهية ضد إسرائيل .

هل اننا شيعة وسنة إلى هذا الحد ؟

حتى مسألة انصافكم تجعل احدنا بالغ الحساسية وكأنه قد تخلى عن نفسه إذ تخلى عن كراهيته العمياء لكم .

لقد وصل بنا الارتياب المتبادل حد التفكير بقلق أنكم قد تفسرون أمر تشجيعكم على استعراض القوة على انه شكل من ال" الدهدهة" ودفعكم للتورط في حرب مباشرة مع اقوياء العالم الغربي واسرائيل على ان تلك هي الطريقة الوحيدة للتخلص منكم .

مستوحشين ، وهذا متفهم وانساني بالنسبة لمواطن بلا ضمانات ولا دستور ولا حقوق ، غير ان وحشة الحاكم تدفعه للتوحش .

من عليه طمأنة الآخر ؟ وكيف نحصل على بقية حس مشترك بالأمان لنتخطى هذا دون مباغتات وفضائع ؟

كل ما تفاءل أحدنا بالممكن كل ما تعذر كل ماهو في المتناول ، وكل ما وجدنا هدفا بديلا للنقمة والكراهية اكتشفنا ان الكراهية داخل الوطن قد افقدتنا حتى البدائل وجعلتنا ماليس نحن ، الكراهية والتعب تجرد الانسان حتى من قدرته على تمثل النزاهة .

ليكن الله في عوننا جميعا لنستعيد حسنا بالأمان ولو بعض منه تجاه بعض ، ان نستعيد ذلك الممكن بوصفه شرط حياة تجسد معنى استعادة وطن ، الوطن هو حس عام بالأمان بين الناس وحتى امان الانسان تجاه سلطة بلاده وأمانها بالمقابل تجاه حاجته لحياة كريمة اكثر من حاجته للانتقام من السلطة .

وقبل هذا كله ، استعادة الانسان الذي كان في اعماق كل منا ، فلربما نبصر الطريق ونعيد ترتيب اولويات المحبة والكراهية .