د. أشرف الكبسي
هاهو سيناريو الألم يتكرر مجدداً ، غزة تحت القصف ، أشلاء الأطفال والنساء تختلط بتراب الأرض ، وتخضب بدمائها أنقاض الحياة والمباني ، فتتساقط وجوهنا خجلاً من أنفسنا ، حين تتساءل أم ثكلى وعلى صدرها رضيعها الشهيد: أين انتم!؟
يجتر وزراء الخارجية العرب مؤخراتهم الثقيلة لعقد اجتماع طارئ ، لكن بعد أيام ، وجميعنا يعلم – حتى هم – عبثية التحرك الدبلوماسي العربي المحكوم بدائرة الضعف والارتهان والعمالة!
لك الله يا غزة ، لم تسعفك يوماً دموعنا ولا كتاباتنا!
ثم ما أشبّه الموقف الامريكي القائل بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، بالقول بحق السفاح المغتصب، في الدفاع عن نفسه كلما حاولت ضحاياه مقاومته، وموقف كهذا يجعل من صاحبه – أياً كان - في أعيننا عدو، وعدالته في ضمائرنا منتقصه ، وإذا كانت إسرائيل ترتكب اليوم جريمة، فإن الولايات المتحدة ومن معها ترتكب بموقفها جريمتين!
لاشك... أنه وفي كل مرة تسقط فيها صواريخ وقذائف إسرائيلية على غزة ، تسقط معها أجزاء منا، وعلاوة على ألم سقوط الضحايا ، يعتصر قلوبنا ألم سقوط المواقف والمبادئ، والوجوه التي بالعار تسقط.. وتفتخر!