دكتور / أشرف الكبسي
تخيلوا لو أن السلطات استجابت، في كل مرة، لدعوة نارية يطلقها ناشط أو اعلامي مندفع، لاعتقال وسحب وسحل، فلان أو علان، لأن الأخير كتب أو قال شيئا يراه الأول اساءة ويصنفه جريمة!؟
من كان حينها سيبقى أمام القضبان، هذا إن تفائلنا!؟
عزيزي.. هل أنت ملكي أكثر من الملك!؟ ومتديول أكثر من الدولة!؟ وعادل أكثر من القضاء!؟ ويقض أكثر من الأمن!؟
من منحك صلاحيات مطلقة، بالتحدث الأريحي واصدار الأحكام بالمحو والمحي، نيابة عن الدولة والثورة والشعب والقانون والمنطق والعرف!؟
من وهبك الحق المفتوح والحصري لتوزيع صكوك الوطن ومسوح الغفران، لمن شئت ومتى أحببت، ونزعها عمن تبغض وتكره، بعد تصنيفه، ونسف تاريخه، ووصمه بكل نقيصة، وفرزه إلى خائن ومنافق وعميل ومرتزق وابن ستين...!
ألا ترى أن الحلقة تضيق تباعا، وأن مشكلات الملاسنات بالاتهامات تتصدر وتتقدم على ماهو أهم وأولى!؟
عزيزي.. مع كل نواياك الحسنة، قد تسيء عن غير قصد، لمن تمثلهم لا لمن تستهدفهم، فأنت ترى قصاصة المشهد لا كل الصورة، وللحكمة السياسية مقتضاها، وما كل معارض خائن وإن أوجعك، ولا كل موافق موالي ولو أعجبك، وغالبا من يصرخ في وجهك، لن يطعنك في ظهرك!