دكتور/ أحمد عبدالله الصعدي
كتب الأخ ضيف الله الشامي وزير الاعلام مقالة في " يوميات الثورة " أمس الجمعة 29 سبتمبر تحت عنوان " دستورية القرآن الكريم " أقتطفُ منها الفقرتين التاليتين:
(( ولعل من أبرز عوامل الاختلاف والتباين والصراعات سواء على مستوى اليمن أو غيره من البلدان هي الدساتير الوضعية التي تشرعن الفرقة والاختلاف....))
(( ولذلك كان من أهم وأبرز التغييرات الجذرية التي أطلقها السيد القائد في خطاب المولد النبوي الشريف للعام 1445 هي اعتماد دستورية القرآن الكريم للشعب اليمني والذي يمثل الأرضية الصلبة التي لا يختلف عليها اثنان )).
والخلاصة التي يفهمها الصديق والعدو من مقالة الوزير هي أن دستور الجمهورية اليمنية سيلغى ضمن " التغييرات الجذرية " وتحل محله " دستورية القرآن الكريم " ! ولكن ما يجب أن يعلمه الوزير هو إن الخلافات والصراعات ليس سببها الدستور بل عدم الاحتكام إلى الدستور ، وإن الدستور الحالي عبر عن إرادة اليمنيين من ميدي إلى المهرة وأسَّسَ شرعية دولة الوحدة رغم أن المنتصرين في حرب 1994 الظالمة عدلوه وألغوا بعض مواده ليجعلوه مناسبا لمآربهم ، أما الآن فيراد إلغاؤه كاملا .
ويتزامن هذا الحديث عن أضرار الدساتير الوضعية ومنها الدستور اليمني ، وعن اعتماد مرجعية دستورية بدلا عن دستور الجمهورية اليمنية مع الدعوات إلى الشراكة الوطنية ، فعن أية شراكة تتحدثون ومع من ؟ مع أنفسكم ؟ ليست هذه هي التغييرات التي ينتظرها المواطنون ويرجون تحقيقها ، بل التغييرات التي تحسن ظروف حياتهم وتعزز الوحدة الوطنية والوئام الاجتماعي .
ان كان الأخ ضيف الله الشامي يعبر عن رأيه فتلك مصيبة ، وإن كان يعبر عن توجه قيادته كونه قياديا في التنظيم ووزيرا للاعلام فالمصيبة أكبر.
نسأل الله أن يهدي الجميع إلى سواء السبيل وإلى ما فيه الخير العام .