لن تخرج سلطة أنصار الله عن البروتوكول الذي يقضي بأن يكون رئيس الحكومة جنوبيا، إلا إذا كانت الاعتبارات القرآنية حاضرة هنا أيضا.
قد يعثر أنصار الله في خالد باراس أو قاسم لبوزة أو محمد النعماني أو آزال الجاوي عن بغيتهم، وربما قد يعثرون عن تلك البغية في أسماء أخرى.
بالنسبة لخالد باراس فهو رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة، وقد يكون شخصية مرغوبة، لاسيما وأن لقاءات سابقة عقدها معه عضو المجلس السياسي لأنصار الله علي القحوم، لكن يبدو أن العمر والحالة الصحية لباراس قد لا تسمح بتوليه المنصب.
وبالنسبة لقاسم راجح لبوزة فهو من قيادات الصف الأول لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، حيث انتخب مؤخرا من قبل اللجنة الدائمة نائبا لرئيس الحزب، وقد يحاول أنصار الله عبره إضفاء الشرعية على سلطتهم بمشاركة صورية للحزب كما كان الحال عليه مع بن حبتور. ويتوقف الأمر هنا على قاسم لبوزة نفسه، هل في حال تم تكليفه بتشكيل الحكومة سيشترط صلاحيات المنصب أم سيقبل دون شروط.
النعماني يقدم نفسه بشكل متماه مع أنصار الله لدرجة أنه أصبح ينافس المؤتمري حسين حازب، بل لقد قام بزيارة عاطفية لقبر الصماد والتقط صورا من هناك، ناهيك عن إشاداته المتكررة بالأمن والأمان اللذين تنعم بهما صنعاء، دون أن ينسى بطبيعة الحال أن يذكر مع كل منشور بأنه مازال ناطق المجلس الأعلى للحراك الجنوبي.
قد يفوز بها آزال الجاوي، الشخصية المدللة حسب رأي البعض، وذلك لعدة اعتبارات، فهو نجل الشخصية السياسية الوحدوية الأبرز عمر الجاوي، وهاشمي علوي من آل السقاف، وعودته من المهجر إلى صنعاء تمت بعد مغازلات طويلة من قبل أنصار الله. وربما لم يتوقف الأمر على المغازلات فحسب، بل تعداها إلى وعود تفصح عنها حادثة إخلاء مسكنه بالقوة قبل أشهر وإخراج عائلة أحد قياديي أنصار الله وهو شفيع العبسي المتوفى في جائحة كورونا. كانت زوجة شفيع قد رفضت الخروج من منزل الجاوي إلا بمنزل بديل، لكن القوة تدخلت وأخرجتها إلى الشارع مفضية المنزل لصاحبه العائد من المهجر، وضاربة عرض الحائط بكل نضالات الرجل مع الجماعة كما تقول زوجته.
بمجرد انتهاء زعيم أنصار الله من خطابه وحديثه عن المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية والتي تمثلت بإقالة الحكومة، بادر الجاوي إلى المباركة بشيء من الانتشاء لحالة التغيير الشاملة التي ستحدث أفقيا ورأسيا حسب تعبيره.
وفي كل الأحوال تبقى التوقعات مفتوحة لأسماء أخرى قد تكون حتى من خارج الجبة الجنوبية، حيث نجد اقتراحات من قبل ناشطي جماعة أنصار الله ببعض الأسماء القيادية في الجماعة مثل علي القحوم. كما نجد الأكاديمي في جامعة عمران ورئيس بيت الشعر اليمني عبد السلام الكبسي يرشح نفسه للمنصب واعدا بأن يتخلى عن كونه يحمل لقبا هاشميا، حسب تغريداته، ومشيرا إلى حصوله على تزكية من قبل سياسيين بارزين في الجماعة كمحمد المقالح.