• الساعة الآن 11:39 PM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

رئيس مشغول بأمور العالم ولا يهتم بأمور بلاده

news-details

 

 

خاص- النقار

يتنقل دائما في المواقع الهامشية من مكان لآخر. تارة يحضر قمة لمناقشة مشكلة المناخ في القارة القطبية، وأخرى لاستنطاق دلافين البحر الميت، وثالثة لمؤتمر علمي حول كويكب سيصطدم بالأرض، ونفقات مهولة لكل رحلاته ومؤتمراته. وكلما غادر عدن لا يستطيع العودة إليها إلا بجيهان الله عند السعودي والإماراتي وعيدروس وبن هتيلة.

له طاقمه الهزيل من مُرافق شخصي متجهم وإعلاميين وديكورات جانبية، والحلاق الأنيق بطبيعة الحال تماما كالسكرتير الإعلامي ذي الأذنين المركوزتين.

دمية متحركة تقذفها رياح ولا تسكنها مهدئات. لا يكاد يمكث في عدن حتى "يستدعي" نفسه لحضور قمة استثنائية فارقة أو مؤتمر سيتحدد فيه مصير الكون بأكمله.

تحرك أمس لحضور قمة أممية في واشنطن، فالعالم حريص كل الحرص على حضوره لإنجاح القمة. وربما ما كانت لتعقد بدون العليمي وهو من هو.

العليمي الذي لا يعلم شيئا عن أمور بلاد هو رئيسها يمكن أن يحاضرك لساعات حول التغير المناخي وأزمة فرنسا في البلدان الإفريقية، وعن مؤتمر فرساي ومعركة عبد الناصر مع "دول التحالف" وعن عدوان ثلاثي على مصر عبد الناصر باعتباره لا يقل وطنية عن السادات.

قد تعبر طائرته فوق قناة السويس فيستذكر من نافذتها فيلم ناصر 65 مترحما على أحمد زكي، وقد رحل به خياله إلى المرة الأولى التي شاهد فيها الفيلم عندما كان مخبرا في كلية الشرطة بالكويت.

لكن "العدوان الثلاثي" قد يتحول في لغة العليمي إلى "تحالف"، في تنصل منه عن عبد الناصر، مثلما أن العدوان السعودي على بلاده ليس سوى أزمة داخلية فوض أمرها لآل جابر سفير "التحالف بقيادة الشقيقة"، وانشغل هو بما هو أهم.

تتداعى أنظار العالم أجمع إلى ما يحدث في الرياض، والرجل يعلن بكل وقاحة التوجه إلى واشنطن لحضور جلسة للجنة العامة للأمم المتحدة.

المشكلة أنه لن يعود قادرا على العودة إلى عاصمته المؤقتة التي لم تقبله لا هو ولا حكومته، ومع هذا يصر على أن يكون السعودي أو الإماراتي هو صاحب الفضل في إعادته إليها.

فالسفير السعودي أو الأمريكي قادران على الوصول إلى أكثر الغرف حميمية في معاشيق وإلى مخدع العليمي ومعين هناك، بينما هو لا يستطيع العودة، ويكون قد أضاع الطريق كشيء ضال فلا يهتدي إلا بمن يأخذ بيده.

أولى به أن يجلس في عدن، لكن يحدث كل مرة أن يحزم حقيبة سفر طويل ومناشف ومستلزمات إقامة فندقية يخشى فيها عدوى كورونا، ولا ينسى أن يطلب من سكرتيره تحميل أغنية عبد الوهاب: "مسافر زاده الخيال".

يباغت القدر اليمنيين دوما، لكن ليس كهذه المباغتة التي يمكن أن تجعل من العليمي رئيسا لهم، فتلك صفحة لن يجعلوا منها تُكتب في تاريخهم أبدا مهما كان الثمن.

 

شارك الخبر: