عبدالرحمن العابد
كان اتفاق السلم والشراكة الذي تم التوقيع عليه في شهر سبتمبر عام 2014م، خطوة مهمة ومتقدمة في الوقت الذي تم فيه إبرامه، وجعل الشعب اليمني ينظر للأنصار بانبهار.
مع ذلك، يبدو أن نظرة العالم ومن بينهم أبناء الشعب اليمني إلى هذا الاتفاق قد تغيرت كثيراً على ضوء التطورات الأخيرة، فالعديد من الأشخاص يرون عدم قبول "سلطة صنعاء" بالآخرين، واستخدام التهديدات والتلويح في وجه شركائهم بأعتبارها أمور تؤكد ما كان يقوله خصومهم عنهم، عندما كانوا يصفون هذا الاتفاق بأنه مجرد خدعة، ويرون أنهم كانوا مضطرين عندما قرروا مغادرة البلاد والتحالف مع الخارج لشن حرب ضد أبناء بلدهم تحت ذريعة استعادة الشرعية، ويؤكد الكثير أن الاتفاق كان مجرد وسيلة لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية بحتة.
وهذا يطرح الكثير من التساؤلات لدى الناس:
1- كيف يمكنك دعوة الأشخاص الذين تعتبرهم مخدوعين بالخارج للعودة، بينما تهدد وتشتم الذين يختلفون معك في الداخل؟
2- كيف يمكنك دعوة رؤوس الأموال للاستثمار في الداخل، في حين تحجز الأموال التابعة للقطاع الخاص وتسجن رجال الأعمال وتصادر الممتلكات؟
3- كيف يمكنك مطالبة العالم بحقك في حرية التعبير وقبول الشعارات الخاصة بك، في حين تخطط لإغلاق المنصات التي تعتبر المتنفس الأخير للناس عندك لإيصال أصواتهم؟
4- كيف يمكنك الاستمرار بالمطالبة بالرواتب قبل بدء أي مفاوضات وتعتبرها شرطاً رئيسياً، بينما أنت تمنع الناس من المطالبة بمرتباتهم؟
5- كيف يمكنك السماح لقنواتك التي تمولها بالشتم والاتهام والتخوين لكل الذين وقفوا معك طوال فترة العدوان، بينما تدعو خصومك لنسيان الخلافات، للوقوف كقوة واحدة ضد من تسميهم بالغزاة والمحتلين؟
6- لماذا تهدد وترعد ضد شركائك وتخاصم حلفائك وتتهم حاضنتك الشعبية، وبنفس الوقت تقول أن أبرز الأولويات هو توحيد الجبهة الداخلية؟
7- لماذا تهجر من في الداخل، وأنت تدعو لعودة من بالخارج؟
تطورات الأحداث أثرت على رؤية الناس، وتحولات السياسة والجوانب الاجتماعية والاقتصادية كذلك وضعت بصمتها على تقييمهم للاتفاقات السابقة كاملة بما في ذلك اتفاق السلم والشراكة.
يجب مراجعة المواقف وتقييمها بناءً على الوضع الراهن وتطورات الأحداث لضمان استمرار تحقيق الأهداف المرجوة منه، والتأكد من عدم خروج عربة الأنصار عن سكتها حتى لا ينقلب كل شيء رأساً على عقب.