نقّارون

‏لا توجد سلطة تتبع منهج تجويع الشعب لتتمكن من السيطرة عليه .

‏اننا نتناقض عندما نردد هذه الفرضية وبعدها نقول ان سياسة التجويع هذه ستقوض سلطتهم .

‏ربما كانت سياسة التجويع فاعلة ايام الإمامة وفقا لمستوى وعي الناس ومدى استجابتهم للقضاء والقدر وارتباط الجوع بالاذعان ، لكن مع شعب وصل مرحلة من الوعي البديهي المدرك لاولويات الحياة وخياراته كإنسان تعلم وعرف مايدور في العالم تمسي سياسة التجويع شكلا من دفع الناس صوب الخيارات الغاضبة والمناقضة لفرضية ومنهجية تكريس الإذعان ، فكيف يخاطرون هكذا وهم ومهما تكن درجة نزقهم فمن غير المعقول ان تفوتهم هذه البديهة .  

‏هناك جشع وافتقار للمسؤولية ناهيك عن تعطيل وظيفة الدولة الأولى " الرواتب " لكن انا هنا اتساءل بكل حيرة صادقة : لماذا يستميتون هكذا في تحديد مسؤولية الراتب اليمني على المملكة او على سياستها المالية في اليمن ؟ 

‏حيرة صادقة ، لماذا لا يطالبون بعدالة توزيع موارد النفط والغاز مثلا ؟ وهذا مطلب عقلاني وشرعي إذ ينبغي ان توزع تلك الموارد على جميع سكان ومناطق البلاد . 

‏ويقومون في ذات الوقت بصرف رواتب الموظفين في نطاق سلطتهم عن كل شهر من الان على الأقل وبمعزل عن اشتراط جميع الرواتب من الفين واربعتعش . 

‏لماذا هم مستميتون هكذا وللدرجة التي يسقطون معها البديهيات ، بديهية انك تحكم تدفع راتب ولا شأن لي ، وبديهية ان لا سلطة تطلب رواتب موظفيها من سلطة قامت بالانقلاب عليها مابالك بطلب الراتب من دولة عدو بينك وينها هدنة فحسب ؟ 

‏هناك مالا افهمه 

‏ينبغي التنويه هنا ومن جانب تحليلي فني من قبلي انا الآن اذ اعتبر نفسي مراقبا مصريا او سوريا او فرنسيا لأقول انهم مستفزين للغاية من حديث الراتب وحملات المطالبة به عبر وسائط السوشيال كون هذه الحملات تزامنت مع المفاوضات بشأن الراتب مع السعودية ، لا احد يمنحهم حق تخوين الآخرين ورميهم بالنفاق والعمالة كونهم في حالة هجس وتوتر وتأويلات ، على ان هناك تفسيرا اكثر منطقية لهذا التزامن ، وهو ان الحملات كانت ردة فعل واستجابة عكسية لطلبكم الراتب على جهات أخرى غير ملزمة تجاه الذين تحكمونهم وفي مايشبه محاولة التخلص من المسؤولية والقاء العبئ الذي عليكم احتماله على كاهل السعودية والشرعية وعدالة توزيع الموارد ، كانت الحملات استجابة لأدائكم وليس استجابة لأجندة خارجية .

‏فقط اخبرتكم سبب انفعالهم المفرط حد تخوين الاخرين كونهم يطلبون حقا بديهيا يطلبه اي مواطن من سلطة سواء رضي عنها أم رفضها بشكل قاطع . 

‏هل يملك احدكم تفسيرا ؟

‏أيعقل ان يكون الجشع فحسب