• الساعة الآن 04:53 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

فنزويلا تتأهب لضربات أميركية بنشر جيشها قرب كولومبيا

news-details

نشرت فنزويلا اليوم الجمعة عشرات الآلاف من جنودها بالقرب من حدودها مع كولومبيا، فيما وجهت الولايات المتحدة ضربة جديدة لمهربي المخدرات المشتبه فيهم في منطقة البحر الكاريبي، في حلقة جديدة من التوترات بين واشنطن وكراكاس.

وللمرة الأولى منذ نشر سفن حربية أميركية في المنطقة في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، نجا بعض من استهدفتهم الضربة الجديدة، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

وأدت هذه الأزمة التي تنذر بجر البلدين إلى حرب وتثير قلقاً في المنطقة، إلى استقالات وإقالات طاولت مناصب حكومية وعسكرية لدى طرفي النزاع.

ففي الولايات المتحدة، أعلن المسؤول عن الإشراف على الضربات الأدميرال ألفين هولسي أمس الخميس أنه سيترك منصبه، بعد عام واحد فحسب على توليه إياه. وفي فنزويلا، اضطرت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز إلى نفي تقارير صحافية تتهمها بالتفاوض مع واشنطن لإطاحة الرئيس نيكولاس مادورو.

تصعيد عسكري

وتتصاعد منذ مدة حدة التصعيد العسكري الميداني والمواقف الكلامية الحادة. وأعلنت ولايتا تاتشيرا وأمازوناس الفنزويليتان أمس تسيير دوريات وفرض إجراءات مراقبة على المعابر الحدودية مع كولومبيا.

وفي ولاية تاتشيرا حيث تقع الجسور الرئيسة الثلاثة بين البلدين، انتشر الجيش حول جسر سيمون بوليفار الذي يربط مدينتي كوكوتا وفيلا ديل روساريو الكولومبيتين بمدينة سان أنتونيو الفنزويلية، وفقاً لما لاحظت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح قائد منطقة العمليات الدفاعية المتكاملة في تاتشيرا الجنرال ميشال فالاداريس أن نحو 17 ألف جندي في الأقل نُشروا.

وفي ولاية أمازوناس الواقعة على الحدود الجنوبية للبرازيل، ينظم الجيش قواته لحماية "المنشآت الاستراتيجية" و"الخدمات الأساسية". وأوضح قائد منطقة الدفاع المحلية الجنرال ليونيل سوجو أن الهدف "رفع مستوى الجاهزية العملانية" للقوات وضمان إشراك "الشعب المسلح".

وتتفاقم الأزمة منذ أن نشرت واشنطن سبع سفن حربية في منطقة الكاريبي وواحدة في خليج المكسيك، في إطار عملية تقول إنها تهدف لمكافحة تهريب المخدرات.

"حرب نفسية"

ويتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الفنزويلي مادورو بالضلوع المباشر في عمليات التهريب، وبتزعم كارتيل مخدرات، وهو ما ينفيه الرئيس الفنزويلي.

وقبل تصعيد العمليات العسكرية، ضاعفت وزارة العدل الأميركية في أغسطس (آب) الماضي مكافأة عرضتها في مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو، لتصل إلى 50 مليون دولار.

وأعلن ترمب هذا الأسبوع أنه أعطى الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) لتنفيذ عمليات سرية تستهدف الأراضي الفنزويلية، مشيراً إلى أن خمس ضربات في الأقل نُفذت منذ مطلع سبتمبر الماضي واستهدفت قوارب قبالة سواحل فنزويلا، قُتل فيها ما لا يقل عن 27 شخصاً.

ونفذت عملية سادسة أمس، ونقلت محطات تلفزيونية أميركية من بينها "سي بي أس" و"سي أن أن" و"أن بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ثمة ناجين من بين الذين كانوا على متن القوارب المستهدفة.

وأثارت تصريحات ترمب في شأن عمليات "سي آي أي" غضباً عارماً في كراكاس، ونددت الحكومة الفنزويلية بـ"انقلابات تنظمها" الوكالة الأميركية.

وفي الولايات المتحدة، كتب الأدميرال ألفين هولسي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي أنه سيترك منصبه كقائد للقيادة العسكرية الأميركية لمنطقتي أميركا الجنوبية والوسطى في 12 ديسمبر (كانون الأول) عام 2025، وسيتقاعد من سلاح البحرية بعدما قضى في الجيش "أكثر من 37 عاماً"، من دون أن يوضح أسباب قراره هذا.

وانضم هولسي إلى قائمة طويلة من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين الذين أُقيلوا أو تنحوا منذ بداية ولاية ترمب الثانية في البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "ميامي هيرالد" الأميركية أن نائبة الرئيس الفنزويلي دلسي رودريغيز وشقيقها خورخي بدآ مفاوضات مع واشنطن لإزاحة نيكولاس مادورو مقابل بقائهما في السلطة، من دون أن تذكر مصادرها.

وكتبت رودريغيز على تطبيق "تيليغرام" للتواصل الاجتماعي "هذا كذب!! وسيلة إعلام أخرى تُضاف إلى مكب النفايات للحرب النفسية ضد الشعب الفنزويلي. ليس لديهم أخلاق ولا ضمير، ولا يروجون إلا للأكاذيب".

وقالت إن "الثورة البوليفارية لديها قيادة سياسية وعسكرية عليا موحدة حول إرادة الشعب". وأرفقت منشورها بصورة لها بجوار الرئيس مادورو مرفقة بالتعليق الآتي "معاً، ومتحدون مع الرئيس مادورو".

وتزايدت الضغوط على مادورو الأسبوع الماضي بعدما حصلت زعيمة المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة ماريا كورينا ماتشادو على جائزة نوبل للسلام لقيادتها المقاومة السلمية ضد حكمه المستمر منذ 12 عاماً. وأهدت ماتشادو الجائزة لترمب الذي كان يرغب بالحصول عليها.

وقالت ماتشادو في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية عبر اتصال بالفيديو من مكان غير معلن الإثنين الماضي، إن وقت مادورو قد انتهى، لكنها أكدت أن بإمكانه أن يحصل على ضمانات شخصية إذا قرر التنازل عن الحُكم. وأضافت "يمتلك مادورو حالياً فرصة للانتقال نحو تسوية سلمية".

شارك الخبر: