• الساعة الآن 08:49 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أكثر من 100 منظمة تدعو لوقف حرب الجوع في غزة

news-details

دعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، اليوم الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة، بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.

وحذرت المنظمات في بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك "ميرسي كور" والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة "ريفوجيز إنترناشونال"، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.

وقالت المنظمات في بيانها "في الوقت الذي يجوع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم. ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينهم".

وأضاف البيان "لقد تسببت القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتأخير والتجزئة التي تمارسها في ظل الحصار الشامل في خلق حال من الفوضى والمجاعة والموت".

ودعت المنظمات الحكومات إلى المطالبة برفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول الجميع إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الإسرائيلي واستعادة "استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة".

وجاء في البيان "يجب أن تسعى الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة". وتنفي إسرائيل، التي تسيطر على جميع الإمدادات التي تدخل غزة، مسؤوليتها عن نقص الغذاء.

وفاة 21 طفلاً جراء سوء التغذية والمجاعة

أعلن مجمع الشفاء الطبي، أمس الثلاثاء، أن 21 طفلاً توفوا خلال الساعات الـ72 الماضية "بسبب سوء التغذية والمجاعة" في قطاع غزة، مع بلوغ الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكانه مستويات غير مسبوقة وتحذير الأمم المتحدة من أن "المجاعة تقرع كل الأبواب".

وقال مدير المجمع الطبيب محمد أبوسلمية، "وصلت هذه الوفيات خلال الـ72 ساعة الماضية" إلى ثلاثة مستشفيات في شمال القطاع وجنوبه، معرباً عن تخوفه قائلاً "(نحن) مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة. 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، 70 ألفاً منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية".

وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن المجاعة تتهدد سكان غزة الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص، في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل والكميات المحدودة من المساعدات التي تسمح بدخولها إلى القطاع، مع تواصل الحرب مع حركة "حماس" منذ أكثر من 21 شهراً.

 

المجاعة تقرع كل الأبواب

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي "تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب".

أضاف "الآن نشهد احتضار نظام إنساني قائم على المبادئ الإنسانية"، معتبراً أن هذا النظام "يُحرم الشروط اللازمة لعمله. ويُحرم المساحة اللازمة للتحرك. ويُحرم الأمن اللازم لإنقاذ الأرواح".

وأتى ذلك غداة مطالبة 25 دولة غربية أبرزها بريطانيا وفرنسا، بإنهاء "فوري" للحرب، معتبرة أن معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة.

ومنذ أواخر مايو (أيار)، ترد بشكل شبه يومي تقارير من الدفاع المدني وشهود في قطاع غزة، عن مقتل منتظري مساعدات إنسانية بنيران إسرائيلية في القطاع.

تزايد المعاناة الإنسانية

قالت الأمم المتحدة، أمس، إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 1000 شخص عند نقاط توزيع المساعدات.

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان لوكالة "الصحافة الفرنسية" "حتى 21 يوليو (تموز)، سجلنا مقتل 1054 شخصاً في غزة بينما كانوا يحاولون الحصول على الطعام؛ 766 منهم قُتلوا بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية و288 بالقرب من قوافل مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى".

 

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، إن على الجيش الإسرائيلي "التوقف عن قتل" المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.

وكتبت على "إكس" "قتل مدنيين يطلبون مساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه"، مشيرة إلى أنها تحدثت إلى وزير الخارجية جدعون ساعر "وأوضحتُ أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع".

ومع تزايد المعاناة الإنسانية في القطاع، تواصل إسرائيل قصف مناطق عدة، بعدما أعلنت في أواخر الأسبوع المنصرم، توسيع عملياتها في وسطه.

وأعلن الدفاع المدني، الثلاثاء، أن الضربات أسفرت عن مقتل 15 شخصاً على الأقل منذ الفجر، بعد ساعات من تنديد منظمة الصحة العالمية بقصف مقرها ومستودعها الرئيس في دير البلح.

وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل، إن 13 قتيلاً وأكثر من 50 إصابة بينهم عدد من الأطفال والنساء وصلوا إلى مستشفى الشفاء بغزة "بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بغارة جوية استهدفت خيام النازحين"، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه "بعد التحقق، نحن لسنا على علم بتنفيذ ضربة هناك خلال ذلك الوقت". وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، إنه تم نقل قتيلين من دير البلح، أمس الثلاثاء. 

وفي القدس، أكد بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، الثلاثاء، إثر عودته من غزة، أن الوضع الإنساني في القطاع "غير مقبول أخلاقياً".

وقال بيتسابالا الذي زار قطاع غزة، الجمعة، إثر قصف إسرائيلي استهدف كنيسة "العائلة المقدسة" في مدينة غزة الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص "رأينا رجالاً يقفون تحت الشمس لساعات طويلة على أمل الحصول على وجبة بسيطة... هذا غير مقبول أخلاقياً ولا يمكن تبريره".

وتزداد الانتقادات لممارسات إسرائيل مع توسيع جيشها عملياته إلى وسط القطاع حيث استُهدفت دير البلح بقصف مدفعي كثيف الإثنين، بعد أوامر للسكان بإخلائها طالت ما بين 50 و80 ألف شخص، وفقاً للأمم المتحدة.

 

مناشدة لإجلاء صحافيين

دعت وكالة "الصحافة الفرنسية" إسرائيل، الثلاثاء، إلى السماح بالإجلاء الفوري لمراسليها المستقلين وعائلاتهم من قطاع غزة، مشيرة إلى تدهور الظروف المعيشية وتصاعد الأخطار على سلامتهم. وقالت الوكالة في بيان، إن صحافييها المستقلين يواجهون "وضعاً مروعاً" في غزة.

وقالت الوكالة، "منذ أشهر ونحن نشهد، ونحن عاجزون، التدهور الدراماتيكي لظروفهم المعيشية"، مضيفة أن الوضع أصبح لا يطاق على الرغم من "الشجاعة المثالية والالتزام المهني والصمود" الذي يتحلى به فريقها المحلي.

وجاء بيان إدارة الوكالة بعد أن أصدرت رابطة صحافيي الوكالة بيانها الخاص الذي قالت فيه إن زملاءها في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً.

وقالت الوكالة إنها نجحت في إجلاء ثمانية من موظفيها وعائلاتهم من غزة في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان) 2024، بعد أشهر من الجهود مشيرة إلى أنها تسعى الآن إلى تأمين ممر آمن لمراسليها الفلسطينيين المستقلين، على رغم من "الصعوبة البالغة لمغادرة منطقة خاضعة لحصار صارم".

ولم يستجب الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الفور لطلب التعليق على بيان الوكالة. وتمنع إسرائيل الصحافيين الدوليين من دخول غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

شارك الخبر: