نقّارون

أحمد سيف  حاشد

 احسبوها بالفطرة والسليقة أو ببساطة لا تحتاج إلى تعقيد:

في ذروة الحرب الضروسة عام ٢٠١٧ كان الموظفون حالما كنتم تتهيبون ردات فعلهم، يستلمون نصف رواتبهم كل شهر، فيما النصف الثاني من المرتب يستلمونه من مرافقهم بطائق يشترون فيها من المولات سلع بقيمة النصف المتبقي من تلك الرواتب.

وعندما ضاعفتم الجبايات والضرائب والجمارك أضعاف مضاعفة، وتوقفت الحرب، وتوقفت غرامات "الدمرج" وفتح المطار والميناء، ورفعت كثير من القيود على استيراد السلع والبضائع، أوغلتم وأمعنتم في القول "ما فيش مرتبات".. وأكثر منه من يطالبون بقوتهم ورواتبهم ترمونهم بتهم العدوان والارتزاق.

الناس يا هؤلاء ليسوا أغبياء إلى الحد الذي تظنون.. بل صبورون حتى يستنفذون صبرهم، وحجتهم عليكم، وصبرهم لن يطول، وقد امهلونكم سنوات طوال..

الخلاصة اصرفوا رواتب الموظفين وعلى رأسهم المعلمين.. فا للصبر حدود، وقد بلغ الأمر أوجه..! المطل المتكرر لن يفيد، بل ضرره بائن ومحض.. واستمرار الحرمان من الحقوق لن يطول بعد الأن، بل ربما يأتي القدر على وجودكم الذي اضعتموه باللامبالة وعدم الاكتراث لأوجاع وأنين وجوع شعبنا.

ربما نجوتم كثيرا لحسن الحظ، وامهال القدر لكم، ليستنفذ كامل حجته عليكم، غير أن الأكيد أنها ستأتي اللحظة التي تقول كلمتها الفصل، بعد أن بالغتم بالعبث وإهدار الفرص.

عليكم أن تحسبوها الان صح، ما بقي من الوقت القليل، وقبل فوات الأوان، وحتى لا تقولوا "لات ساعة مندم".

#كرامتي_في_راتبي