• الساعة الآن 09:47 AM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حرب الـ12 يوماً: من أخرج أنيابه… ومن نزف أكثر؟ .. مقارنة شاملة بين الأهداف والضحايا والخسائر العسكرية

news-details

خاص - النقار

شهدت المنطقة واحدة من أكثر المواجهات المباشرة خطورة بين إيران وإسرائيل، امتدت على مدى 12 يوماً من التصعيد العسكري غير المسبوق وشاكت فيها الولايات المتحدة الأمريكية بضرب منشآت ايران النووية الثلاث..  تبادلت اسرائيل وإيران ضربات دقيقة وواسعة، شملت اغتيالات لقادة بارزين، وقصفاً لمنشآت نووية وعسكرية، وسقوط مئات القتلى. في هذا التقرير، نقدم مقارنة شاملة بين ما استهدفته كل دولة، وحجم الخسائر التي تكبّدها الطرفان، عسكرياً وبشرياً، إضافة إلى تحليل لأشكال الهجوم غير التقليدية، من السيبراني إلى عمليات الوكلاء. من بدأ أولاً؟ ومن خسر أكثر؟ ومن خرج بمكاسب استراتيجية؟ الأرقام والتفاصيل قد تفاجئك


 

1. أهداف إسرائيل داخل إيران وخارجها

المواقع النووية والبحثية: استهدفت القوات الإسرائيلية منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. ضربت مقاتلات إسرائيلية مركز المنظمة الإيرانية للابتكار والدفاع (SPND) ومختبرات سلاح نووي في طهران ، حيث قُتل على الأقل منصور عسگري (رئيس قسم البحث والتطوير بـSPND) . شملت الضربات أيضاً مراكز بحثية أخرى ومحطات غاز طرد مركزي ومختبرات كيميائية لتطوير مواد انشطارية.

وكذلك شاركت القوات الامريكية في ما اعلنت انه تدمير لمنشآت ايران النووية الثلاث الكبرى، فوردو ونطنز واصفهان، بضربة وصفها الرئيس الأمريكي بالتاريخية والناجحة جدا.


 

المواقع العسكرية والصناعية: استهدفت الغارات مواقع دفاعية وصناعية للعسكر الإيراني. قُصفت قاعدة عسكرية ومصنع إلكترونيات في شيراز (جنوب إيران) وكذلك مصنع للذخائر في أصفهان . وهذه المنشآت مرتبطة بصناعة الصواريخ والأنظمة العسكرية (مثل مصنع شيراز لصناعة الرادارات والتوجيه العسكري) .


 

المواقع الاقتصادية والبنى التحتية الحيوية: استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت نفطية وغازية ومحطات كهرباء. فقد ضربت مخازن نفط في شمال غرب طهران (مستودع شهْرَان) ومصفاة النفط الكبيرة في طهران (شهرٍ رِي) ، إضافةً إلى محطّتي تكرير غاز في محافظة بوشهر . وغالباً ما تركز الهجوم على مرافق الطاقة لتشديد الضغط الاقتصادي (وقد تضرر عدد من المستشفيات أيضاً ).


 

2. الشخصيات الإيرانية المستهدفة (القادة والعلماء)

القادة العسكريون الكبار: قتلت الغارات قيادات عليا من الحرس الثوري والجيش الإيراني. شملت الشخصيات المعلنة مقتل قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقري، وقائد قوة الجوفضاء بالحرس العميد أمير علي حاجي‌زاده . كما استهدفت الضربات قادة «مقر خاتم الأنبياء» مثل اللواء غلام علي رشيد، ومستشار المرشد الأعلى الأمني علي شمخاني، وعدد من كبار الضباط والاستخبارات (مثل العميد خسرو حسني والعميد غلام رضا محرّابي) . وفي 17 يونيو تم اغتيال اللواء علي شادماني (كان عينَه خامنئي قائداً لكتائب خاتم الأنبياء) بعد أربعة أيام من تسلّمه المنصب .

الخبراء والعلماء النوويون: أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل عدة علماء بارزين من برنامج إيران النووي. طالت العمليات مثلاً فريدون عباسي دواني (السكرتير العام السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية)  ومحمد مهدي طهرانجي (رئيس جامعة أزاد بطهران، متخصص في الفيزياء) . ونقلت التقارير الإسرائيلية أسماء علماء إضافيين ذوي خبرة نووية عالية، بينهم أكبر مطلب‌زاده (هندسة كيميائية)، سعيد برجي (هندسة المواد)، أمير حسن فكهي (فيزياء)، عبد الحميد منوچهر (فيزياء المفاعلات)، وأحمد رضا ذو الفقاري (هندسة ذرية)  . جميع هؤلاء كانوا ضمن «فريق الأسلحة» الإيراني الذي طوّره الحرس الثوري في الأشهر الأخيرة .


 

3. حصيلة الضحايا المدنيين في إيران نتيجة الغارات الإسرائيلية
 

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن 610 قتلى على الأقل وأكثر من 4700 جريح في إيران . وأكدت المصادر أن الغالبية الساحقة من الضحايا من المدنيين (وأشار الناطق إلى أن من بين القتلى 13 طفلاً، فضلاً عن خمسة من الكوادر الطبية والمسعفين) . وتُظهر هذه الأرقام زيادة كبيرة مقارنة بالتقديرات الأولية، وجاءت من إحصائية «رسمية» لوزارة الصحة.


 

4. مواقع الرد الإيراني (داخل إسرائيل وخارجها)

في مقابل الغارات الإسرائيلية، شنت طهران هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة على أهداف داخل إسرائيل. استهدفت الصواريخ الإيرانية مناطق سكانية حيوية: فقد قصفت دفعات صواريخ منطقة تل أبيب الكبرى، بما في ذلك أحياء في تل أبيب نفسها وفي بات يام وكرامات غان  . كما سقطت مقذوفات على مدينة حيفا (وحدة مرفأها ومصفاة نفطية فيها)  . وأفادت البيانات الإيرانية أن عملية الرد حملت اسم «الوعد الصادق 3»، وفيها استُهدفت أهداف حساسة مثل مطار بن غوريون الدولي ومراكز أبحاث ومراكز قيادة وسيطرة إسرائيلية .


 

5. ضحايا الردود الإيرانية في إسرائيل

أسفرت الهجمات الإيرانية عن خسائر في صفوف المدنيين الإسرائيليين أيضاً. ووفق وكالة الأنباء الأمريكية (AP) وغيرها، فقد قُتل ما لا يقل عن 28 إسرائيلياً وأُصيب أكثر من 1,000 شخص بسبب الصواريخ الإيرانية . وتشير التقارير إلى أن قذائف بالستية دخلت أحياء سكنية أدت إلى مقتل عائلات (ومنها أطفال) ودمار في بنايات سكنية .


 

6. الهجمات غير التقليدية وعمليات الوكلاء

الهجمات السيبرانية: شنت إسرائيل هجوماً إلكترونياً على البنية التحتية المالية والإعلامية في إيران. حسب تقاريرٍ إيرانية، تسبب هجوم سيبراني في تعطيل خدمات البنوك وآلات الصراف الآلي وتعطيل شبكات التلفزة الحكومية في بث برامج معادية لإيران.

عمليات الوكلاء الإقليمية: لم تظهر أي عمليات عسكرية مباشرة لحزب الله اللبناني ضد إسرائيل في هذه المعركة المعلنة (حيث أعلن مسؤول لبناني أن الحزب لن يشن هجمات مستقلة لدعم طهران) . في المقابل، شارك حلفاء إيران في اليمن في عمليات ضد إسرائيل: فقد أطلق الحوثيون عدة صواريخ وبطاريات طائرات مسيّرة تجاه أهداف داخل إسرائيل (من بينها محاولة غير محسوبة لاستهداف مطار بن غوريون) . كما هدّدت ميليشيات عراقية مدعومة من إيران باستهداف قواعد أمريكية في حال تصعيد الصراع ، مما يعكس امتداد المواجهة عبر وكلاء إقليميين.


----------------

المصادر: تم استخلاص المعلومات من تقارير وبيانات رسمية صادرة عن وكالات أنباء موثوقة (رويترز، وكالة الأنباء الفرنسية، سكاي نيوز، الجزيرة، والوكالات الأمريكية) إضافة إلى تحليلات مركزية من معاهد بحثية.

شارك الخبر: