• الساعة الآن 02:46 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

إعادة تموضع العقل مع الإيمان

news-details

محمود ياسين

تجعلك الدنوة قريبا من الغيم والريح ومنابع المطر .

كأنها سقف العالم

وكلما ثقل وجودي وتضعضع أستدعي القرية " وبرد حصاها " آخر الليل .

قالوا انني لا زلت امتلك صوتا قرآنيا وقدرة ولم افارق كتاب الله .

في ليلة الدنوة في مقيل متولي وقف الفقيه سعيد بن صالح ياسين ، يجلب لهم القات والماء والمصاحف ويمضون اليل قراءة خمسة أجزاء كل ليلة ، يحدث هذا منذ زمن بعيد ، في مانطلق عليه المسمر ، وفي المسمر انت القارئ النجيب وانت شاب نشأ في عبادة الله وقبلهما أنت ابن الفقي سعيد ، متأنق بخواتم الآيات ،،المؤمنون ، القانتين ، الساجدين الزاهدين ،، وفي صفحتين من سورة مريم استعدت وجودي بين الميم والنون ، كنت إظهارا في المبتدأ وعند المنتصف انا الإدغام ومابيني وبين الله في السماوات إخفاء .

لا أفهم كيف انجز الليبراليون ذلك الارتباط الشرطي بين مغادرة كتاب الله وبين فكرة التقدم ، ثمة شعوب ملحدة والغة في الجهل والتخلف والعنف والجريمة ، متعلمون أقل وبلا اقتصاد ومؤشرات تنمية ، والسؤال هو ..من يمتلك المعرفة والنظام المتماسك والمنطقي لإلقاء عاقبة التخلف والعنف على كتاب رب العالمين ، ولكل منطقة في هذا العالم رب ولم يتمكن أي رب نظهر الاحترام لمعتنقي ربوبيته تقديرا للحرية وقد يكون ذلك الرب حيوانا ما ، بينما ومع ربنا نحن الذي يجسد أكثر الأفكار استجابة لمنطق العلم بوصفه ,,العقل الأعظم وسر الأسرار وفكرة القدرة الكلية ، لا تدركه الأبصار ,, نبدأ في التشكيك والارتياب ، وكأن الليبرالية بالنسبة لنا هي شكل من موقف ضد اله المسلمين فقط .

في سورة مريم تعاليم ،حث أخلاقي على كل ما يتمثله اي مصلح اجتماعي وحامل رسالة تنوير ، مناجاة الضعيف لقوة تدرك ما في نفسه ولا يدركها بإنسانيته الهشة ولكنه يحس وجود هذا الرب الأرحم به من أمه .

يقول ميلان كونديرا ان الحضارة الغربية مدينة في الأصل للتاريخ المسيحي ،ولم يحدث ان استراح أحد في إلحاده ذلك ان الإلحاد مشروع قاس ومرير .

المفزع أن بعضنا بدأ يأخذ مسافة وضدية عاطفية متبرمة من القرآن نكاية ب,,المسيرة القرآنية,,

هذا ديننا ، الجلد ،وجوهر تاريخنا الروحي ،وبدونه سيفقد أباك روحه وملامحه ويفقد مشروعية انجابك وتفقد انت ياقتك وعينيك لتخبط في العتمة لحظة تعال ساذج أو مضطغن أرعن ناهيك عن ذلك الاحتفاء الطفولي باكتشاف أن الكون لانهائي وبالتالي لا توجد سماء وبالتالي لا توجد قوة قادرة ومضمون تكوين وأن كل هذا التاريخ وهذا الإيمان الجمعي مجرد هراء ونوع من الضلالات .

أخبرني ماالذي ترتب على النكران السوفيتي لوجود إله ، أين هو ذلك التقدم الهائل للاتحاد اللاديني ؟ مصانع دبابات ومعتقلات الغولاغ ولقد تم استبدال اله السماوات بإله يعمل أمينا عاما للحزب الشيوعي ويرتدي بزة عسكرية مختزلا كل إرادة بشرية في إرادته الشخصية وهو يقرر مصائر البشر ويهرسهم في المعتقلات ومصانع الفولاذ بلا رحمة ، ولقد انهار الاتحاد الهائل كونه وضع الأمة السلافية موضع تجربة أيدلوجية مفتقرة لأي منطق ،

شأن كوريا الشمالية وهي تقرر اعدامك بتهمة حيازة كتاب ديني وتقسرك على عبادة الزعيم الخرتيت ،الذي وبسبب من الملل اقترح على الشعب : اعبدوا جدتي .

في الجانب الاخر كان قادة الغرب الليبرالي يجتمعون في الفاتيكان مع البابا للبحث في  " كيف ندمر الدولة الشيوعية الملحدة" ريجن وتاتشر في الفاتيكان بوصفهما قائدي العالم المسيحي ، لتأخذ الليبرالية شكلا امن منتج تسويقي مغلف جيدا لكنه تالف من وجهة نظر جغرافية على الأقل.

ماكنت أحب تحويل لحظتي وانا أردد ,,إذ نادى ربه نداء خفيا,, إلى موضوع جدال صاخب مع أناس افتراضيين وإن حاولوا التأنق اللحظي بتملق الليبرالية الا انهم يدركون في قرارة انفسهم انه لا يسعهم المضي في الحياة عراة بلا دين ومجازفين بلا رب ، ومنبهرين بالمهابهارتا الهندية وبالإلياذة وبالروايات والسرديات وحنى بنصوص الانجيل الكتاب المقدس ،وعلى مسافة من أعظم نص ملهم ودستور أخلاقي في التاريخ البشري برمته ، كتاب الله الذي لا ينبغي قسره على مسابقة العلم واكتشافاته فهو كتاب هداية سماوي وليس خلاصة محاولة بحث علمي ، ولا يمكن التذرع بالعلم للتعالي السخيف والمتهافت على التنزيل الأبدي ، ذلك ان الإيمان احساس مبهم ومطمئن وباعث على القدرة على مواجهة الزمن والحياة فلا أكثر فضاعة من مواجهتهما دون قوة تفسيرية للوجود ودون رعاية ما ورحمة من ذلك السر وذلك القادر الرحيم ، شأن اقتراح أن الحياة وقد نزعت للتجريد ونزعت منها فكرة الإيمان والرحمة ستكون أكثر تقدمية ، وجود براغماتي آلي مبرمج على نحو مبتكر يستجيب فقط للمحسوس بالأصابع وليس ما تلامسه الروح وتدرك وجوده يقينا له برودة الماء على انسياب صدر متقد .

وعنت الوجوه للحي القيوم.

 

 

شارك المقال: