• الساعة الآن 01:51 PM
  • 27℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

"الأخدام" وهامش الحياة والتاريخ

news-details

 

أحمد سيف حاشد

‏أكثر الفئات الاجتماعية انسحاقا في اليمن هي ما جرى التعارف عليها مجتمعيا بمسمى "الاخدام" وهي تسميه تحمل في مضامينها احتقارا ودونية وإزدراء مجتمعيا لها، وأستمر هذا التمييز العنصري حيال هذه الفئة ردحا طويلا من الزمن يمارس طغيانه عليها مكرسا حالة نبذ وإقصاء وممارسة عنصرية عميقة وفجة ومشهودة.

وقد عرفها وأجاد في تكثيف وصف وضعها الاجتماعي في المجتمع اليمني الأستاذ محمد علي القيرعي أحد روادها والمنتمين لها وذلك في مشروع كتابه "جمهورية الخطيئة" بأنها "الطبقة المقصية والمهمشة الأكثر عزلة ونبذا وفاقة وتخلفا وأمية في اليمن.. حيث تعيش وعلى امتداد تاريخ الاستبداد الاجتماعي والعنصري الممتد لما يربو على الخمسة عشرة قرنا على هامش الحياة والتاريخ..".

‏فهمت الآن أكثر.. فهمت لماذا الثائر والثوري محمد علي القيرعي وهو يكتب وجعه ووجع أبناء جلدته ولماذا يذود عنهم ويثور بقلمه على المجتمع العنصري في اليمن..
حالما كتبت لمؤتمر دولي بضعة أسطر عن الأقليات في المجتمع اليمني وعلى رأسهم المهمشين كثير من المثقفين من رواد التواصل الاجتماعي ازدرى وتهكم وأنكر، وكأن هؤلاء ليسوا بشرا مثلنا.. لا يستحقون أن نكتب عن مأساتهم.. لا يريدوننا أن نخصهم بكلمة واحدة رغم أن مأساتهم وعنصرية المجتمع ضدهم ربما يمتد عمرها إلى حوالي الألفين عام.

شارك المقال: