• الساعة الآن 12:42 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

قطار الشعب

news-details

حسن الوريث

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. خلال الأيام الماضية شاهدت أحد الباصات المعكسة في ميدان التحرير يقوم باختيار بعض المتسولين واقتيادهم إلى جهة مجهولة وقد قيل انه يتبع مايسمى البرنامج الوطني لمعالجة ظاهرة التسول والذي تسميه انت البرنامج الوطني للمقربعين.. قلت له يا صديقي العزيز.. هذا البرنامج الهزيل ليست لديه رؤيا حقيقية لمعالجة ظاهرة التسول ولكنه من باب ذر الرماد في العيون وقربعة الأموال من الهيئات المحلية والمنظمات الدولية وإخلاء العهدة ليس إلا.. 
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. ماهي معايير اختيار هؤلاء المتسولين الذين يتم أخذهم من الشارع رغم أن هناك مئات الآلاف في كافة شوارع العاصمة والمحافظات وكلهم يحتاجون إلى التدخل من قبل الدولة والحكومة لان ظاهرة التسول أصبحت كارثة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولابد من استراتيجية وطنية حقيقية وليس مجرد برنامج مريض وهزيل يقوم باختطاف البعض من الشوارع والحاقهم بدورات ثقافية وفي احسن الأحوال يتم تسليمهم حقائب يقومون ببيعها فور انتهاء الدورة الثقافية مقابل قيمة تخزينة وعليكم ان تتحروا من هذا الأمر وستكتشفون عجب العجاب.. قلت له يا صديقي العزيز.. هل تعلم أن ثلث الشعب اصبحوا فقراء ومتسولين ومشردين ومجانين ومئات الآلاف من أطفال الشوارع ويحتاجون إلى التدخل وكما قلت انت يفترض أن يكون هناك استراتيجية وطنية حقيقية لمعالجة هذه الظواهر يتم وضعها عبر خبراء ومختصين واكاديميين وتشترك في تنفيذها أجهزة الدولة والحكومة المعنية اما هذا البرنامج فإنه مضيعة للوقت والمال  وفي اعتقادي أنه تم إنشائه على مقاس أحد الأشخاص المقربين وليس من أجل معالجة هذه الكارثة التي تزداد انتشارا وتوسعا يوما بعد يوم .. 
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. بحسب كلامك فإن هذا البرنامج اذا اراد جمع المتسولين والمشردين والمجانين واطفال الشوارع فإنه يحتاج إلى قطار معكس يجوب شوارع العاصمة والمحافظات كما يحتاج إلى مدينة كبيرة لجمعهم فيها .. قلت له يا صديقي العزيز.. شر البلية ما يضحك وهذا البرنامج يجعلنا فعلا نتالم على بلدنا وكيف يتم اختيار المسئولين فيها من عينة مدير هذا البرنامج الفاشل وأيضا نشعر بحسرة على هؤلاء الناس الذين نتركهم في الشوارع لا يجدون من يرعاهم أو يهتم بهم وكأنهم من بلاد واق الواق وليسوا مواطنين يمنيين كما أننا في نفس الوقت نضحك كثيرا على ما يعتبره هؤلاء إنجاز كبير بتجميع ثلاثين متسول في باص صغير والحاقهم بدورة ثقافية .. 
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. كارثة  بل ام الكوارث أن يستمر الوضع هكذا بين مسئول فاشل وعاجز وظواهر تتمدد وتنتشر ومئات الآلاف من المتسولين والمشردين والمجانين واطفال الشوارع لا يجدون دولة وحكومة تنقذهم رغم مليارات الريالات التي تجبيها هيئة الزواج لكنها تذهب في الهواء أو في مشاريع وهمية وبرامج كاذبة دون أي أثر حقيقي .. قلت له يا صديقي العزيز.. هل سمعت آخر نكتة؟ قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. ماهي ؟ قلت له هيئة الزواج أعلنت عن صرف ثلاثة مليارات ريال للفقراء في لبنان والصومال وإثيوبيا وجيبوتي وكأننا قضينا على الفقر في اليمن واتجهنا لمعالجته في بلدان أخرى .. 
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. كلام مؤلم ومؤسف أن يبقى الوضع في بلادنا هكذا وان تبقى هذه الظاهرة دون معالجات حقيقية لان من يتحكم في الأمر مسئول فاشل وعاجز لأنه من الخبرة والمقربين وان يبقى هؤلاء البشر بعيد عن الاهتمام .. قلت له يا صديقي العزيز.. هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة المرة والمؤلمة فنحن مازلنا نتعامل مع ظواهر خطيرة بمثل هذا الغباء والحمق وبمسئولين عاجزين وفاشلين والعالم يسير بسرعة الصاروخ لان لديهم معايير لاختيار المسئولين تنطلق من الكفاءة المهنية والقدرة والخبرة بكسر الخاء وليس من منطلق الولاء والقرابة والخبرة بضم الخاء لذلك فقد نجحوا بينما نحن سنظل نعالج ظاهرة التسول بارسال باص صغير إلى الشارع وبدورة ثقافية وملصقات هزيلة في الشوارع وهم قد حولوا مستحقي الزكاة إلى دافعين لها عبر برامج حقيقية وفق دراسات علمية وليس تهبيش في تهبيش مثلنا  .. 
اتفقت انا وصديقي الصحفي والإعلامي المتميز أن الأمر سيبقى كما هو طالما ولدينا برنامج مقربعين وهيئة للزواج يديرها أشخاص لا تتوفر فيهم أدنى معايير الكفاءة والقدرة بل معايير القرابة والولاء فقط .. فهل وصلت الرسالة وسيتم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب ام أن الأمر سيبقى كما هو انتشار مخيف للمتسولين والمشردين والمجانين واطفال الشوارع وعجز وفشل حكومي رسمي والبحث عن قطار كبير يستوعبهم بدلا من ذلك الباص الصغير ؟؟؟ وفي الختام نقول .. ليت العقول تشترى ؛؛؛ ..

شارك الخبر: