• الساعة الآن 07:22 AM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

‏مأساتنا بين الماضي والحاضر

news-details

 

نايف القانص

هل وقفنا موقفًا جادًا وسألنا أنفسنا عن الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم؟
فالسؤال الصحيح يحمل في طياته نصف الإجابة، والسؤال الدقيق يفتح المجال لحوار مفتوح، يسمح بتعدد الإجابات واختلاف الاجتهادات.

إن الأسئلة التي يجب أن نطرحها ينبغي أن تنبع من واقعنا المعيشي، لا أن تكون جاهزة مسبقًا ومفروضة على وعينا. 
كما أن الإجابة عنها يجب أن تأتي من فهم حقيقي لهذا الواقع، لا أن تكون مجرد ترديد آلي لعبارات جاهزة.
كشف الواقع يقتضي استعادة العلاقة الصحيحة بين الواقع نفسه وإدراكنا له، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والنظريات المستوردة من سياقات مختلفة أو عصور مضت. 
علينا أن نخاطب بعضنا بلغة يفهمها الجميع، دون إسفاف أو مبالغة، ودون مزايدات على الواقع أو استغلال للعواطف بأساليب ديماغوجية رخيصة.

إن التأثير الحقيقي على الشعب، وهو صانع التاريخ، لا يكون بالخداع أو التلاعب بالمشاعر، بل بالقوة العلمية الفاعلة، وبضمان الخدمات الأساسية، والعيش الكريم، والمواطنة المتساوية التي تحكمها سيادة القانون.

ليس الدين، ولا العواطف، ولا الخرافات، ولا الأوهام، ولا وعود الجنة والنار، هي التي تبني الأوطان. 
الأوطان تبنى بالعلم والمعرفة والشراكة الوطنية المبنية على الديمقراطية والتعددية.
ما نريده هو أن نعيش في أمن وسلام، أما الدين والتنظيرات الدينية، فهي مسألة فردية بين الإنسان وخالقه، وليست شأنًا بين الحاكم والمحكوم.

شارك المقال: