حسن الوريث
في كل بلدان العالم رجل المرور يمثل الصورة الحضارية لأي بلد كما انه يدل على رقي وتقدم الأمم والشعوب وعندنا في اليمن فإنه يمثل الصورة المخزية والمزرية والمشينة للدولة والحكومة والشعب وهذا الأمر يتجلى في كافة الشوارع والطرقات ..
وقبل أيام اعلنت حكومة الكراتين البدء بتوزيع اللصوص والبلاطجة والمقربعين والمتهبشين في الشوارع وهذه الحملة الرابعة التي يتم الإعلان عنها منذ تشكيل حكومة الكراتين وكلها لم تنجح سوى في زيادة الاعباء على المواطنين وامتلاء جيوب اللصوص والفاسدين مقابل هيبة الدولة التي انتهت على ايدي هؤلاء الذين يكذبون على الجميع مستغلين غياب الدولة ..
الضباط والاقراد من شرطة المقربعين في الشوارع يستقوون على المواطن المسكين والمغلوب على أمره ومن بعدهم البلاطجة واللصوص الذين يعملون بحماية الأجهزة الأمنية وينتشرون في كل مكان يتقطعون للناس ويمنعون الباصات من العمل الا بعد دفع الاتاوات لهم ولمن يحميهم وسيارات النجدة تنتشر على امتداد الطرقات والشوارع ليس من أجل حماية المواطنين بل لنهبهم وحماية البلاطجة واللصوص والمقربعين وكلهم يتقاسمون الغنيمة وكرتون الداخلية لا يدري بما يحدث بل ان كل مايهمه هو حصته من أموال الجبايات وطز في الشعب اليمني والمواطن الذي تكالب عليه الجميع وأولهم أجهزة الدولة والحكومة التي تلاحق الناس في معيشتهم بدلا من مساعدتهم والأخذ بايدهم ..
لسان حال كل من يشاهد اللصوص والمقربعين والمتهبشين في الطرقات والشوارع يقول أن هؤلاء لايمكن أن يكون لديهم مشروع لبناء دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية بل إنهاء اي اساس للدولة فكل تلك العنجهية التي نشاهدها على أصحاب الباصات يؤكد ذلك ..
اتعرفون أن هذه التصرفات التي تسيء للدولة والحكومة مقصودة متعمدة وليست عفوية وكل من يقوم بها يهدف إلى تشويه صورة الدولة ومؤسساتها واحداث الضرر بالنظام العام خدمة لأجندات أخرى وصدقوني أن من يضحك عليكم بمثل هذه الحملات الوهمية يعمل ضد الدولة والحكومة ليلا ونهارا جهارا وانتم من يسمح لهم بالقيام بذلك ..
التساؤلات التي تفرض نفسها هنا.. هل تعرف حكومة الكراتين بهذه التصرفات المشينة ؟ وهل تعرف ان عشرات الآلاف من المواطنين يموتون سنويا بسبب الحوادث المرورية وجهاز المقربعين يلاحق أصحاب الباصات في الشوارع وحماية البلاطجة واللصوص وتوزيعهم بدلا من القيام بمهمته الحقيقية في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم ؟ وهل يعرف رئيس الدولة بما يحدث ام انه مغيب تماما عن المشهد ويتم الضحك عليه بتقارير خادعة عنوانها " كله تمام " ؟ وهل يرفع جهاز الأمن والمخابرات بما يحدث في الشارع من هؤلاء البلاطجة واللصوص والمقربعين والمتهبشين ومن يحميهم ام أن تقاريره فقط على المواطن المسكين والمغلوب على أمره؟ وهل يمكن أن ينعم المواطن اليمني بالعدالة ويتخلص من هؤلاء الذين يحاربونه في لقمة عيشه ؟ وهل يمكن أن نتخلص من الكذابين والمقربعين والفاشلين والعاجزين والفاسدين أم أنهم خارج السيطرة ويشترون كل ذلك بما يدفعونه من جبايات ؟ وهل يمكن أن نشاهد شوارعنا وطرقاتنا خالية من كل هؤلاء ؟ وهل تعرفون ان الشعب بدأ يفقد الأمل في هذه الحكومة الكارثية التي اسميت حكومة التغيير والبناء وهي لم تغير اي شيء بل انها زادت من ماسي الشعب والامه وجراحاته ؟ وهل ستستمر حكومة الكراتين رغم فشلها الذريع في حماية المواطنين وتخليصهم من اللصوص والمقربعين والمتهبشين والبلاطجة ؟ وهل سنرى رجل المرور هو الصورة المشرقة والحضارية للدولة والحكومة ام انه سيظل الصورة المخزية والمزرية والمشينة ؟
وهل وصلت الرسالة وسيتم وقف كل تلك الحملات التي تهدف إلى تعذيب المواطن وزيادة سخط الناس على الدولة والحكومة ؟ ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى هؤلاء اللصوص وكذابين الزفة في أماكنهم حتى تنهار الدولة وتسقط ؟..