• الساعة الآن 02:15 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

استضافة المفكرين وإهمال الموظفين.. نصف الراتب وكل الاحتيال

news-details

 

خاص - النقار
يبدو أن حكومة صنعاء منشغلة هذي الأيام بالزيارة الاستثنائية التي يجريها المفكر الاسترالي البروفيسور تيم أندرسون للعاصمة صنعاء، بحيث لم يتوفر لها الوقت لصرف نصف الراتب الشهري للشهر الثاني، ولا بمواصلة صرف نصف الراتب الشهري للشهر الأول. وبالتالي فإنها تلتمس من الإخوة الموظفين المعذرة والمسامحة لو تأخرت بعض الوقت حتى ينتهي المفكر البروفيسور من محاضراته وزيارته. 
إنها حكومة تتعامل مع كل شيء بالتحايل، فطالما أن رمضان على الأبواب، وسيقتضي منها ذلك صرف نصف راتب في بدايته ونصفا في نهايته، فلا بد من تحايل على مسألة صرف نصف الراتب الثاني، بتأجيل عملية الصرف إلى العشرين من شعبان أو ما بعده حتى تكون قد صرفت للجميع الفئة (أ) و(ب) و(ج) دفعة واحدة، وانتظرت حتى نهاية رمضان لتقوم بصرف نصف راتب آخر للجميع، فتكون بذلك قد استحقت الثناء الجزيل من جوقة المطبلين أنها أوفت بوعدها في صرف نصف الراتب شهريا وشمل
خيرها الجميع. 
هذا التحايل في أبهى تجلياته لا يمكن أن يحدث إلا في ظل سلطة وحكومة تعرفان كيف تستضيفان مفكري وبروفيسورات الأرض للحديث عن عظمة ما تقومان به وتصنعانه من بطولات، حيث "مواقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً وجيشاً محط افتخار كل أحرار العالم"، حسب شهادة البروفيسور الأسترالي الذي تحتفي صنعاء بزيارته كما ورد في موقع 26 سبتمبر التابع لسلطة صنعاء كعنوان بارز وبالخط العريض. 
وعليه، لا بأس من أن ينسى الموظفون أمر نصف الراتب قليلا ويلتفتوا إلى هذا الهبر العام الذي شغل سلطة صنعاء وحكومتها عنهم، حيث: "استقبلت صنعاء المفكر الأسترالي البروفيسور تيم أندرسون الذي يزور صنعاء حالياً، وهو من الناشطين باهتمام كبير في مناصرة القضية الفلسطينية". 
وللتعمق أكثر، فقد استضيف "البروفيسور" من قبل جهات عديدة منها وكالة سبأ ومراكز دراسات وبحوث، كمركز دار الخبرة للدراسات والتطوير. صحيح أن "دار الخبرة" قديكون على وزن "دار الندوة"، مثلما أن كلمة "الخبرة" قد تكون بضم الخاء أكثر معنى من ضمه أيضا، لكن البروفيسور ألقى في ذلك المركز، حسب موقع 26 سبتمبر، محاضرة مهمة "العقوبات الاقتصادية ضد الدول المناهضة للسياسات الأمريكية.. الخطورة وسبل مواجهتها ـ المنطقة العربية أنموذجاً"، وحضرها "رؤساء جامعات إب الدكتور نصر الحجيلي، والبيضاء الدكتور أحمد العرامي، وصعدة الدكتور عبد الرحمن الحمران، وعضو مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن المختار"، وكذا "عدد من مسؤولي مراكز الدراسات والبحوث اليمنية وأساتذة الجامعات والأكاديميين". 
وبهذه المناسبة، فقد "أشار نائب رئيس مركز دار الخبرة الدكتور أحمد العماد ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية عبد العزيز أبو طالب إلى أن تجربة اليمن مدرسة ملهمة لأحرار العالم"، خصوصا في مسألى صرف المرتبات. 
أما وكالة الأنباء سبأ، فلن تجعل مثل هذه الفرصة التأريخية تمر مرور الكرام، حيث استضافت بدورها "المفكر البروفيسور" باعتباره "أحد الناشطين العالميين المناصرين لقضايا اليمن وفلسطين". وعقدت "قيادة الوكالة ممثلة برئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير نصر الدين عامر، لقاء معه بحضور القائم بأعمال مدير المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الأهنومي، ونائب رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ محمد عبدالقدوس الشرعي، ورئيس المركز الإعلامي لأنصار الله مازن هبة، والناطق الرسمي لشركة النفط اليمنية عصام المتوكل، حيث جرى التطرق إلى موقف اليمن المشرف والشجاع في مساندة الشعب الفلسطيني تجاه ما يتعرض له من حرب إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني بدعم أمريكي".
ويبدو أن ذلك لم يشبع لهفة نصر عامر في إشباع هذا الحدث وإعطائه حقه، فأردف على صفحته في منصة إكس صورة له مع "المفكر البروفيسور" قائلا: "سعدت باستقبال المفكر الاسترالي البروفيسور تيم أندرسون الذي يزور صنعاء حالياً وهو من الناشطين باهتمام كبير في مناصرة القضية الفلسطينية".
وهكذا فإن زيارة المفكر البروفيسور إلى صنعاء لا بد من تطويلها بعض الشيء حتى تشمل محاضراته جميع جهات ومسؤولي سلطة صنعاء، بل وأن تنافس محاضرات زعيم الجماعة الأربعائية، وذلك لكي يسمع اليمنيون بأجمعهم عبر هذا البروفيسور أن ما "قدمه اليمن قيادة وحكومة وشعبا وجيشا للفلسطينيين كان محط أنظار العالم". فصنعاء، بحسب نصر عامر، هي "قبلة أحرار العالم"، مثلما أنها، بحسب الجوعى، قبلة نصف الراتب وكل الاحتيال.

شارك الخبر: