• الساعة الآن 04:36 AM
  • 9℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

جمعة رجب رهوية لترسيخ الهوية

news-details

 

 

خاص | النقار

ليست مهزلة كما يقال، فحكومة الرهويين قامت بكل مهامها على أكمل وجه، حيث لم تترك جائع إلا أشبعته، ولا عاري إلا كسته، ولا مريض إلا عالجته. كما أنه لم يعد أحد يقترب من براميل القمامة ليفتش فيها عما يسد رمق أولاده، وربما أن آخر متسولة عثر عليها صدفة هي تلك التي التقاها المشاط في يوم ممطر بشارع الجامعة، فكان ما كان بينهما من حوار أنساها لسعات المطر وذل السؤال. أما المعلمون وباقي الموظفين فقد حصلوا على كل مرتباتهم المنقطعة منذ سنوات، بحيث أصبحت هناك وفرة نقدية في أيديهم يمكن وصفها بالطفرة.

 

“اجتماع برئاسة الرهوي يقر مشروع الخطة الحكومية لترسيخ الهوية الإيمانية.. شهر رجب”، هذا ما ورد كعنوان رئيسي في صحيفة الثورة لعدد اليوم، وهو العنوان نفسه الذي حرصت وكالة سبأ على إيراده هي أيضا كنوع من الأسبقية التي تحفظ لها مكانتها كوكالة أنباء رسمية.

 

إنه زمن الاستراتيجيات الرهوية الذي سيتحدث عنه التاريخ بكل اعتزاز، حيث تغيب الصورة هنا ويحضر الفعل فقط. فالرهويون لا يجتمعون إلا في المسائل المصيرية التي قد يتوقف عليها مصير البلد وأبنائه. وأن يأتي رجب ويستفيق اليمنيون بلا جمعة رجبية تسبقهم إلى ميدان السبعين وغيره من ساحات الهتاف، أمر لا يمكن لحكومة الرهوي أن تتنصل عن مسؤولياتها الحتمية تجاهه، وبالتالي لا بد من “إقرار مشروع خطة حكومة التغيير والبناء لترسيخ الهوية الإيمانية”، ومن “استعراض الموجهات الرئيسية والفرعية لإحياء المناسبة الدينية”، حتى يأتي رجب وجمعة رجب كما ينبغي.

 

إذن هي جمعة رجب رهوية بموجهات رئيسية وفرعية سهر الرهوي ووزراؤه على إعدادها كمشروع واستراتيجية عظمى وخطة عمل اقتضت منهم استنفارا على كل المستويات. فالاجتماع لم يكتف بالوزراء فحسب، بل شارك فيه “نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، ومساعد مدير مكتب رئاسة الوزراء ووكيل أول أمانة العاصمة، ووكيلا وزارتي التربية والتعليم والبحث العلمي لقطاع التعليم الأساسي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر…”، حسب وكالة نصر الدين عامر وصحيفة أحمد راصع اللتين حرصتا على ذكر “الهوية الإيمانية” في كل سطر من سطور النسخ واللصق، دون الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي هذه المرة.

 

هذا “الجهاد المقدس” الذي يخوضه الرهوي وحكومته في صنعاء، ترسيخا للهوية الإيمانية، قد يبدو عند “الجاحدين” خارج سياق المعنى والمهام، لكنه عند “المؤمنين” في الصميم من كل ذلك، حيث لم يبق لحكومة الرهوي بعد كل الذي أنجزته للوطن والمواطن إلا ترسيخ هوية من خلال جمعة رجب رهوية، والسلام.

شارك الخبر: