نقّارون

حسن الوريث

ثلاثة مواقف حدثت صباح هذا  اليوم تدل على اننا بعيد عن بناء دولة حقيقية بل وتؤكد ان من يتحكم في الامر هم كذابين الزفة وساروي لكم هذه المواقف وعليكم ان تحكموا بانفسكم وبالطبع هذه المواقف تتكرر كل لحظة وكل يوم ..

الموقف الاول في شارع تونس وخلال احدى المسيرات التي تقام للتنديد بالعدوان على اليمن رأيت منظرا مؤلما بل ومزعجا حيث نزل احد الضباط  الذين كانوا في سيارة الشرطة بسلاحه وانهال بالشتائم والسب على سائق احد الباصات ولم يكتف بذلك بل انه صعد الى فوق الباص واهان السائق واحد الركاب وهددهم بالسلاح كانهم ارتكبوا جريمة كبرى او انهم مطلوبين للعدالة مما اثار استغراب كثير من الناس واستيائهم من هذا التصرف الذي صدر من شخص يفترض به حماية المواطن وليس اهانته ..

الموقف الثاني.. بعدها بوقت قصير وفي مدخل شارع تونس من الناحية الجنوبية كانت سيارة السجن المركزي واطقم الشرطة التي تحرسها تسير بسرعة كبيرة ولكن عكس الشارع وبصورة استفزازية لمشاعر المواطنين وضاربة عرض الحائط بكل الانظمة والقوانين المرورية ودون اي اعتبار للنظام والقانون والأخلاق  ..

الموقف الثالث حدث امام سوق الحصبة حيث احد بلاطجة الشوارع وبمساعدة احد افراد شرطة المقربعين يتقطعون للباصات بالقوة واخذ اتاوات منهم ومن يرفض يتم منعه من العمل بل وايصاله الى مركز شرطة المقربعين خلف السوق  ..

طبعا كما قلت ان هذه المواقف والتصرفات تتكرر كل يوم عشرات المرات وفي كل شوارعنا وطرقاتنا دون ان تجد من يوقفها او يردع مرتكبيها وكان المقصود هو اهانة المواطن وليس حمايته والحفاظ على كرامته والمضحك في الامر اننا تابعنا خبرا اعلاميا في المواقع والقنوات عن اجتماع طويل عريض للحكومة يناقش ويقر مشروع خطة حكومة التغيير والبناء لترسيخ الهوية الايمانية "شهر رجب" 1446هجرية التي تتضمن كثير من الموجهات الهادفة لترسيخ الهوية الايمانية للشعب اليمني لكن كل ذلك ينتهي بهذه التصرفات الرعناء من أشخاص يفترض انهم حماة الوطن والشعب لكنهم يعملون عكس هذه الموجهات ..

هذه التساؤلات نوجهها الى من يهمه الأمر اذا كان ثمة وجود لهم .. هل هذه التصرفات التي شاهدناها اليوم ونشاهدها يوميا مقصودة وجزء من الهوية الايمانية ? وهل هذه هي بوادر نتائج اجتماع الحكومة لتعزيز الهوية الايمانية ? وهل يتم تعليم مسئولي وضباط وافراد الشرطة والمرور وكافة الاجهزة الامنية قلة الادب والعنجهية في التعامل مع الناس ? ام انها تصرفات فردية ? واذا كانت تصرفات فردية لماذا نشاهدها تتكرر يوميا ? ولماذا لايتم محاسبة هؤلاء على تصرفاتهم في حق المواطن المسكين ? وهل عجزت الدولة والحكومة عن منع البلاطجة من التقطع للناس في الشوارع ومحاسبة من يحميهم من الأجهزة الامنية ام ان المحاسب يحتاج الى من يحاسبه ? وهل هناك نية حقيقية لبناء دولة تحمي المواطن وتوفر له العيش الكريم ام انها ستظل دولة لاهانة الناس والبلطجة عليهم ?فهل وصلت الرسالة الى من يهمه الأمر ام لا  ??? ....