حسن الوريث
قال الشاعر الشعبي " سلام من قرية مشايخها مية و١٢ غرامة وعقال ٤٠ " هذا القول ينطبق تماما على بلادنا حيث ان المواطن هو الوحيد الذي يغرم ويعاني ويتعرض لكل انواع البلطجة وقد تذكرت هذا القول خلال السفر الى محافظة ذمار لزيارة الوالدة شفاها الله حيث شاهدت عجب العجاب بدء من فرز النقل التي يكثر فيها البلاطجة واللصوص الذين يفرضون الجبايات والاتاوات على أصحاب الباصات وسيارات النقل الى درجة ان كل فرزة يوجد فيها اكثر من عشرة بلاطجة وقد شكى لي صاحب الباص الذي عدت معه من ذمار الى صنعاء بانه يدفع لكل واحد منهم الف ريال ومندوب النقل الفين الى ثلاثة الاف ريال حيث يبلغ اجمالي مايدفعه لهم اكثر من عشرة الاف ريال في كل مرة وهكذا في صنعاء واين ماذهبت تجد هؤلاء البلاطجة واللصوص ينتشرون على مرأى ومسمع من كافة اجهزة الدولة والحكومة بل وتحت حمايتها ..
وعندما تتجول في شوارع كافة المدن تجد أصحاب السندات من كافة الجهات الحكومية من الجمارك إلى الضرائب إلى الزكاة والأوقاف إلى النظافة والتحسين والنقل والمرور والمجالس المحلية وحتى ثمن شغل الأرصفة ومقابل رسوم التعليم والصحة والزراعة والاعلام والتجارة
يتنقلون من مكان الى مكان ومن دكان الى دكان ومن مطعم الى مطعم ومن بوفية الى بوفية ومن محل الى محل وفي المحلات والأسواق والارصفة وتجد شرطة المقربعين في الجولات والشوارع والطرقات يحملون سندات الحباية وكلهم يجمعون الجبايات من المواطن المسكين فاينما ذهبت وكل شيء في هذا الوطن صارت الجباية فيه ركنا اساسيا من أركانه وكل هؤلاء الذين يجبون الأموال ياتون بذلك الصميل الأصفر أو طقومات الشرطة لتهديد الناس بالدفع ماذا وإلا والباقي تعرفونه وليس امامنا الا الاستجابة تحت تهديد الصميل وغالبا ماتذهب اما إلى جيوب المتعهدين أو المتنفذين أو الجباة وحزينة الدولة لا تتلقى الا القليل بسبب آليات عقيمة وقوانين عمياء ولوائح عرجاء وقرارات هوجاء تتسبب في ضياع وإهدار أموال الدولة وزيادة حنق المواطن عليها لأنها أثقلت كاهله ولم تحقق مبتغاها أو تصل إلى موقعها الصحيح ..
المضحك في الامر ان وزراء حكومة التغيير والبناء مجرد كراتين لايستطيع احدهم أو يجرؤ على ازاحة البلاطجة واللصوص والمقربعين بل ان بعضهم وكما يقال يستلم حصته من الوسطاء الذين يمثلونهم في بعض هيئات ومؤسسات واجهزة الدولة والحكومة وبالتالي فان الوضع سيستمر كما هو عليه ويظل اللصوص والبلاطجة والمقربعين يصولون ويجولون في كافة المدن والشوارع والطرقات دون خوف من اولئك الوزراء الكراتين وسنحدد هنا ثلاثة من هؤلاء الكراتين ونتحداهم ان يقضوا على هؤلاء اللصوص والبلاطجة والمقربعين واذا نجحوا فسنطلق عليهم فعلا لقب وزراء وابطال واذا فشلوا فانهم فعلا يستحقون لقب كرتون .. وهؤلاء هم .. الكرتون الاول وزير النقل والاشغال العامة والكرتون الثاني وزير الداخلية والكرتون الثالث وزير المالية .. فهل سيتغلب الكراتين ام سيبقى البلاطجة واللصوص والمقربعين ويظل المواطن المسكين بين .. الكراتين واللصوص والأيام بيننا.