خاص | النقار
فقط لأنه نشر مقطع فيديو قال فيه إن أسعار السلع والمواد الغذائية في صنعاء أغلى منها في عدن، وليس كما يتوقع الكثيرون، لم يُترك ليهنأ بعدها حتى باحتفال كان قد دعا إليه عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة افتتاح محله الجديد لبيع القهوة وأنواع البن في صنعاء.
منذ ما يقرب من شهر، ما يزال الإعلامي عبد الرحمن النويرة رهن الاعتقال لدى سلطة صنعاء، بعد اختطافه من أحد شوارع العاصمة وبقاء أهله أياماً بأكملها يبحثون عنه دون معرفة أي تفاصيل عن مصيره، حتى كشفت أجهزة السلطة لاحقاً عن مكانه، مدعية أنه “في بيت خاله.”
هذا الأسلوب المتكرر أثار استياء واسعاً بين الناشطين والسياسيين والإعلاميين، الذين وصفوا الحادثة بأنها استمرار لسياسة القمع وانعدام العدالة في صنعاء.
في منشور على مواقع التواصل، عبّر عبد الإله النويرة، قريب المعتقل، عن استنكاره لاختطاف عبد الرحمن، مؤكداً أن السبب كان منشوراً على فيسبوك انتقد فيه بعض الممارسات الخاطئة، وأن أهله ظلوا لأيام يبحثون عنه قبل أن تُعلن السلطة عن مكانه.
السياسي والكاتب محمد المقالح أشار إلى أن عبد الرحمن النويرة لا علاقة له بالسياسة، وأن اعتقاله جاء فقط لأنه يعبّر ببساطة عن نفسه وحبه للفن والطبيعة. ودعا المقالح سلطات صنعاء إلى التعامل برحابة صدر مع المواطنين بدلاً من قمعهم.
الناشط مجدي عقبة انتقد صمت المؤسسات الرسمية في صنعاء، متسائلاً عن دور لجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب ووزير العدل وحقوق الإنسان في مواجهة حالات الإخفاء القسري التي تتم خارج إطار القانون.
من جهته، استذكر فنان الفوتوغراف علي السنيدار موقفاً إنسانياً جمعه بالنويرة، قائلاً إنه كان أول من لبّى نداءه عند حاجته للتبرع بالدم، واصفاً إياه بالشخص المحب للخير والحياة.
الناشطة هند الإرياني وصفت اعتقال النويرة بأنه تصرف غير مبرر، وأكدت أن فيديوهاته كانت تعكس صورة إيجابية عن صنعاء وتُبرز جمالها. ودعت قياديي أنصار الله، محمد علي الحوثي وحسين العزي، إلى التدخل للإفراج عنه وإيقاف ما وصفته بـ”الظلم غير المبرر.”
حملة التضامن مع عبد الرحمن النويرة على مواقع التواصل تواصلت مع دعوات متكررة لإطلاق سراحه، وسط استغراب واسع من اعتقال شخص عُرف بابتسامته الدائمة وحبه للطبيعة والقهوة، بعيداً عن السياسة والصراعات.