رجاء حاشد
رجلاها لا تحملانها، تمشي بتمايل مثل ثمل فاقد وعيه تحمل منديل بخمسين ريال.
اقتربت مني تعرضه للبيع ليس بحوزتي إلا حق المواصلات نظرت لها والألم يغمرني والأسى يكسرني ليس لدي شيء غير قولي الله يفتح عليك.
مضت وهي تقول: ما اعمل بحالي؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. إلى أين وصلت حسبي الله ونعم الوكيل.
تمتمت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله. أنا لا أملك لأعطي أستغفرك يا رب. تسمرت بمكاني أراقبها.
رأيتها تتمايل وتقترب من سائق وايت ماء. تقول اشتري مني، رأيته يشير إليها بالنفي. ربما ظن أن المناديل وسيلة للشحت.
تمعنت في هيئتها ثلاثينية لم يبدو إنها قد جربت الشحاتة لأن الحيا يكسو هيئتها والغصة التي في حلقومها توحي بذلك
اتجهت إلى جهة البقالة ناديت عليها اقبلت باستحيا واعطيتها حق المواصلات رأيتها مشت الشارع دون أن تمد يدها بعد لأحد ربما أكتفت بالقليل لسد جوعها وربما جنحت لأطفالها اليتامي باليسير . وربما...
رسالتي لكل مسؤول التخمة أحدبت قامته من حمل كرشه أنت أمام الله غدا..
ورسالتي لكل من يتقي الله في نفسه وعرضه ..
المرأة اليمنية شريفة و كبيرة ومكافحة ومناضلة وشامخة بحجم الوطن الذي لا تعرفون قيمته.
إنها تتمايل جوعا لتبيع الشئ البسيط. لم تأكل من عرضها، احفظوا لها ما تبقى من كرامتها.