• الساعة الآن 03:58 AM
  • 11℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

‏طبول بلا حرب

news-details

 

آزال الجاوي

 

خلال الأيام الماضية، تعالى قرع طبول الحرب  للأطراف تحت عنوانين رئيسيين هما تحشيد القوات في الساحل الغربي وتأسيس مجلس عسكري سعودي في صنعاء.

ما لا يدركه الكثيرون أن الحرب بين الرياض وصنعاء قد وضعت أوزارها نهائياً برغبة منهما وكذلك ضمن تسويات شملت المنطقة عموماً وبرعاية وضمانات دولية صينية مباشرة وروسية ضمنية، وضمن إعادة رسم خريطة المصالح الجيواستراتيجية والتي تأسست عليه مصالح لكافّة الأطراف خلال الثلاثة أعوام الماضية وإعادة صياغة مفاهيم التحالفات والخصومة لعموم المنطقة أيضاً وهذا مايجعلنا نؤكد وبشكل جازم أنه لم يعد هناك أي مصلحة للرياض لخوض حرب جديدة في اليمن. وفي المقابل هناك حالة انزعاج أمريكية من صنعاء بسبب إسنادها لغزة، إلا أن أمريكا تعرف جيداً أنه لا حرب في اليمن دون مشاركة السعودية وأن الذهاب إلى حرب في اليمن دون السعودية سيؤدي بها إلى التدخل المباشر والمجازفة بوضع الشرعية الهش والآيل للسقوط دون الدعم السعودي المباشر هذا من جهة، ومن جهة أخرى تعرف السعودية وأمريكا أن إعادة إشعال الحرب في جبهة واحدة هي جبهة الساحل الغربي دون بقية الجبهات هي مجازفة أقرب للفشل وثمنها لايمكن التنبؤ به.

في المقابل تعرف صنعاء جيداً أن فكرة تأسيس مجلس عسكري سعودي لإسقاط النظام هي فكرة أقرب إلى المزحة، خصوصاً في ظل أوضاع اليمن الاقتصادية الصعبة والانقسامات، فالذي لم يستطع إسقاط كرش أو قعطبة لن يسقط الرياض أو مكة.

إذن، لماذا نسمع قرع طبول الحرب؟!

الأمر يحتمل عدة فرضيات يمكن الأخذ بأحدها أو بها مجتمعة وهي على النحو التالي:

١- جهل البعض بواقع المنطقة الجديد وافتراضهم أن ذلك موضوع مؤقت.

٢- تعمد سلطات الأمر الواقع الاستمرار في خطابات التعبئة الحربية لإحكام قبضتها على مناطق نفوذها.

٣- فلسفة سلطات الأمر الواقع لإدارة البلاد بالأزمات كأبسط طريقة للهروب من الاستحقاقات

٤- أطراف خارجية تسعى لإشاعة حالة الخصومة الدائمة لإبقاء الوضع كما هو عليه ولاستنزاف الأطراف بإبقائهم في حالة تأهب دائمة ومرهقة مادياً ومعنوياً.

ما يمكننا استخلاصه وبشكل أقرب إلى اليقين هو أننا نعم نسمع طبولاً، لكن بلا حرب.

شارك المقال: