من خلال ما نشره اعلام السلطة مما سموها اعترافات لشبكة الجواسيس في مجال التعليم، يستغرب من يتابع ذلك الهراء والكذب والتدليس على الناس، وهو مؤشر خطير بأن الجماعة خرجت عن العقل والمنطق وتعيش حالات إفلاس حقيقي، وتبحث عن صناعة رأي عام يبرر لها فعلتها الإجرامية بالزيف والبهتان وبمحاولة التغطية على فشلها في إدارة الملفات الخدمية في مناطق سيطرتها.
في البداية يعرف كل المتابعين لقضية اعتقال مجيب المخلافي بانه موجود في المعتقل منذ حوالي عام كامل، وقد تعرض لصنوف التعذيب. ورغم ذلك من خلال ما تم نشره لم ينطق بأي كلمة تدل على صحة ما وجه له من تهمة، فكل ما قاله عبارة عن تحليلات عن ضعف التعليم وثغرات هو غير مسؤول عنها من قريب أو بعيد، بل تعد دليلا على برأته مما وجه له من تهمة. وباعتباري زميله فقد كنا دوما نقولها ونتحدث عنها في مجالسنا وقد أصدرنا معا في إحدى المرات دراسة عن نقاط الضعف التي تخللت تنفيذ الأنشطة التدريبية، سيتم نشرها لاحقا.
ثانيا من أعدوا تلك المقابلات وفبركتها على أساس أنها اعترافات لا يدركون حقيقة أن مجيب المخلافي كان موظفا عاديا ولم يكن وزيرا أو مسؤولا عن رسم السياسات التعليمية ووضع الخطط والبرامج. فمثله مثل مئات الآلاف من التربويين في الجمهورية المشاركين في تنفيذ أنشطة التدريب منذ التحاقه بقطاع التدريب والتأهيل عام 2005م. يجهل المحققون والمسؤولون عن اعتقال مجيب المخلافي بان الحكومات تبنت عدة استراتيجيات لتطوير التعليم الأساسي والثانوي وتم مناقشة وإقرار تلك الاستراتيجيات في مؤتمرات تعليمية شارك فيها كل المعنيين في رسم تلك الاستراتيجيات، وكان التدريب والتأهيل وتطوير المناهج من مفردات تلك الاستراتيجيات، ثم بدأ تنفيذ تلك الاستراتيجيات قبل التحاق مجيب المخلافي بوظيفة التعليم. وما لا يعلمه المحققون في المعتقلات بأن الخطط الاستراتيجية تتبعها خطط تنفيذية سنوية تقرها الحكومة، وبالتالي بعض البرامج والأنشطة يتم تنفيذها بتمويل من الحكومة والبعض من المشاريع يتم تمويلها من البنك الدولي كقروص والبعض منها تمول من قبل المانحين منظمات ودول أجنبية أو عربية، وتشرف وزارة التربية والتعليم على تنفيذها.
وكل هذه الإجراءات الحكومية برمتها وبنقاط قوتها وضعفها لم يكن مسؤولا عنها مجيب المخلافي أو غيره من المنفذين والمشاركين بالتنفيذ، وكان يُعقد سنويا في وزارة التربية والتعليم مؤتمرات للمراجعة والتقييم لتلك الاستراتيجيات. وحسب علمي الأكيد بأنه لم يشارك المخلافي يوما في أي فعاليات سوى فعاليات رسم السياسيات أو مراجعتها السنوية، فمجيب المخلافي كان موظفا بسيطا لم يسافر يوما خارج اليمن بأي عمل على حساب امريكا او غيرها، ولم يجد حتى اللغة الإنجليزية. هو انسان بسيط بريء يناضل من أجل أن يعيش مع اسرته بأمن وسلام ليوفر لهم أدنى متطلبات العيس الكريم كسائر اليمنين ومن أجل أن يقدم خدماته التعليمية لبلده وليس له أي صلة بأي نشاط حزبي أو طائفي أو مناطقي، وقد تم اعتقاله وتعذيبه في السجن ظلما وعدوانا واخيرا نغته بالجاسوس الأمريكي أمر غريب ومضحك!!
أخيرا نعدكم بأننا سنقوم بالرد بالوثائق وتفنيد ما تم نشره على أساس أنها اعترافات في الموضوعات القادمة وسنرى كيف تم الافتراء والكذب على مجيب المخلافي من خلال ما تم نشره بداية من قوله بأن الجواسيس التربويين بدأ إرسالهم عام 1982 إلى امريكا والمخلافي من مواليد 1974م يعني كان عمره ثمان سنوات، ثم نستفسر لماذا لم يعتقل كل من شاركوا بتلك البرامج من الهاشمين ومن التربويين الآخرين وأغلبهم مازالوا يعملون معهم حتى الآن، ومن المسؤول الأول عن تدمير التعليم اليوم وبعد الانقلاب المشؤوم كل ذلك في الحلقات القادمة ...والدهر فقيه.