يحسب للمؤتمر الشعبي العام في صنعاء أنه ولأول مرة يعلن أنه كحزب ليس جزءا من هذه الحكومة وأن المشاركين فيها من المؤتمر بصفتهم الفردية وليس بصفتهم الحزبية، ولكن إقرار برنامج الحكومة من مجلس النواب صاحب الأغلبية المؤتمرية يعني أن هذه الحكومة حكومة الشراكة شاء المؤتمر أم أبى.
لم يتمكن حزب المؤتمر الشعبي العام عبر أغلبيته البرلمانية في صنعاء من تسجيل موقف لصالح الناس فيما يخص رواتب الموظفين وضرورة صرفها وبشكل دائم وهذه النقطة محسوبة على المؤتمر وعلى مجلس النواب فرع صنعاء.
كيف لهذا المجلس طوال عشر سنوات وهو يمنح حكومات قطع الراتب اقرارا لبرامجها المقدمة إليه.
إن الموقف السلبي لمجلس النواب فرع صنعاء تجاه مسألة مرتبات الموظفين تفقد هذا المجلس أدنى مشروعية في التعبير عن الناس والدفاع عن مظلوميتهم.
والملاحظة الأهم تكمن في أنه وبمجرد سفر البرلماني الشجاع أحمد سيف حاشد إلى مصر للعلاج افتقدنا بوصلة الشعب في مجلس النواب فرع صنعاء.
لم نعد كحقوقيين على صلة بطبيعة المواقف داخل مجلس النواب تجاه قضايا الناس.
صحيح أن مواقف البرلماني عبده بشر متميزة فيما يخص المسألة التي تهمنا جميعا وهي مرتبات موظفي الدولة المقطوعة منذ عشر سنوات في صنعاء، ولكن الفراغ الذي أحدثه غياب البرلماني المناضل أحمد سيف حاشد بسفره الإضطراي إلى القاهرة لغرض العلاج كان كبيرا لدرجة يصدق معها قول الشاعر العربي: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.