ماجد زايد
هذه واحدة من روايات الأبطال الخارقين، روايات الشهامة في أعظم عباراتها وخيالاتها، عن شابين صغيرين من محافظة إب، شاهدا طفلين تجرفهما السيول الجارفة، لثواني فقط، حتى هبّا معًا لإنقاذ الصغار، ألقيا بنفسيهما فداءًا للمستنجدين، ليجرفهما السيل بعدها، ليصبحا هما الغارقين، وديع قناف 18 عام، أيهم سليم 16 عام، جرفهما السيل بعدما أنقذما طفلين من الغرق عصر اليوم بمدينة إب، ذهبت أجسادهما في مياه السيل حتى اختفت وضاعت، ليستنفر الناس للبحث عنهما، إلى أن وجدوا جثامينهما، في واحدة من أندر الروايات البشرية، إنها بالفعل حكاية فدائية ورجولة استثنائية ورواية يمنية يغشاها الفخر والإحترام.
بمثل هذه الأحداث تتوقف المجتمعات الأخرى عن الحياة، وأمامها يتجمع المواطنون ليتخيلوا معها بطولة ما حدث، يتوافدون ويتجمعون ويتحدثون، ثم يشعلون الشموع توديعًا وسلامًا لمن قدما حياتهما في سبيل الصغار، ليصيرا بعدها رموزًا للمجد والخلود، يصنع الشعب لأسماءهم أمجادًا وحكايات مليئة بالترحم والثناء، ونحن أيضًا، علينا تمجيد من يضحون بأرواحهم لأجل الأخرين، لأجل الصغار المستنجدين، بدون خوف أو تردد أو هروب، عن شابين صغيرين لم يترددا للحظة واحدة عن إلقاء نفسيهما في السيل المخيف، ليسطرا للأخرين أرواحًا ناجية ستعيش لتروي عنهما حكاية الأبطال الخارقين، لهم السلام والمجد والخلود، شابان صغيران وبطولة عظيمة.