شهدت عدد من مناطق اليمن خلال الأيام الماضية امطار غزيرة نتجت عنها سيول أودت بحياة العشرات من المواطنين في تهامة وحجة وتعز وأسفرت عن تهدم وتضرر عشرات المنازل كما كان للعاصمة صنعاء نصيبها من هذه الكارثة حيث توقف السير في الأنفاق والشوارع وتضررت المنازل والمحلات التجارية وحتى الطرقات والخطوط الطويلة بين المدن والمحافظات وقد شاهدنا الكثير من المقاطع التي تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لما حدث من كوارث وهو أيضا مايحدث كل عام عند هطول الأمطار ولكن هذه المرة كان عدد الضحايا من المواطنين والخسائر المادية أكبر ..
ما حدث مصيبة بل كارثة فاجهزتنا الحكومية المختصة تغط في نوم عميق ولا نشاهدها إلا في نشرات الأخبار والمواقع الإلكترونية ولا يوجد لها اي أثر وخاصة تلك التي تسمي نفسها اللجنة العليا لمواجهة أضرار السيول فهي تعقد اجتماعات وتستلم بدل جلسات فقط وتصدر تصريحات إعلامية عن نشاط وهمي وقرارات على الورق اما في الواقع فلا شيء اطلاقا والدليل ان الوضع مازال كما هو دون أي حلول أو معالجات والتساؤلات التي تطرح نفسها .. اين هذه الجهات والأجهزة المعنية طوال عام كامل بل واعوام ماضية سابقة من القيام بواجبها في اتخاذ المعالجات اللازمة ؟ ولماذا تسكت طوال العام ولاتتحرك اذا كان هناك ثمة تحرك حقيقي إلا خلال موسم المطر؟ ثم إلا تعرف هذه الجهات ان مايحدث من مشاكل وكوارث هو بسبب عدم قيامها بدورها ومسئوليتها طوال العام والانتظار حتى تقع الكارثة ؟ وهل تعرف هذه الجهات انها لو قامت بواجبها لتلافت كثير مما يحصل ولانقذت الناس وممتلكاتهم؟ وهل يمكن أن تقوم هذه الأجهزة بدراسة الأسباب لما يحدث دراسة علمية فنية ووضع الحلول المناسبة لها وتنفيذها؟ ..
الدولة والحكومة من اجل ابعاد المسئولية عن نفسها واسقاط الواجب قامت باعلان تشكيل لجنة رئاسية لمعالجة أضرار السيول والبدء في عملية التسول من الجهات المختلفة داخليا وخارجيا باسم متضرري كوارث السيول وشاهدنا زيارات إعلامية تلفزيونية من أعضاء هذه اللجنة وتصريحات نارية واستعراض عضلات والضحية دوما هو المواطن الذي ظل ومازال وسيظل يعاني ويموت ويفقد ممتلكاته لان هذه الدولة والحكومة نائمة في سبات عميق ولو أن هذه الجهات قامت بواجبها في وضع حلول حقيقية ومعالجات لمواجهة أضرار السيول سواء في العاصمة صنعاء وفي مختلف المحافظات لكنا الان في وضع أفضل ولتغلبنا على كثير من المشاكل والصعوبات وتجنبنا الكثير من الخسائر في الارواح والممتلكات وان يكون ماحصل في الحديدة وأمانة العاصمة وعدد من المناطق درسا نستفيد منه وحتى لاتستمر الكوارث والخسائر في الارواح والممتلكات ستتحملون وزرها ياحكومتنا من رئيس الدولة والحكومة ولجنة السيول الوهمية إلى اصغر مسئول .. فهل يمكن أن تقوم الأجهزة الحكومية المعنية بدراسة الأسباب لما يحدث دراسة علمية فنية ووضع الحلول المناسبة لها وتنفيذها؟ وهل يمكن دراسة إقامة حواجز وسدود وكرافانات حول المدن لاستقبال سيول الأمطار وحجزها قبل الدخول إلى المدن والشوارع والتخفيف من تدفق المياه بهذا الشكل اضافة الى وضع دراسات لقنوات تصريف مياه السيول وإعادة النظر فيها وتوسيعها وتنظيفها والكثير من الإجراءات التي تسهم في تلافي كل تلك الكوارث التي تحدث وتسبب خسائر بشرية ومادية ؟ ام أن الدولة والحكومة ستظل نائمة في العسل وليذهب المواطن المسكين إلى الجحيم؟؟؟ ..