لمح الرئيس الإيراني،إبراهيم رئيسي، إلى رفع بلاده يدها عن جماعة الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان والسماح لهما بتسيير ملفاتهما العالقة مع خصومهم. يأتي هذا بعد توقيع السعودية وإيران الشهر الماضي على إعادة العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة. وقال الرئيس الإيراني في حوار مع قناة الميادين التابعة لحزب الله، أمس: "نحن دعونا لبنان واليمن إلى أنْ يقررا مصيريهما بنفسيهما، وأن يمنعا أي أحد من أن يفرض عليهما إرادته، ويتدخل في القرارات السياسية، لأن هذا سيخلق مشاكل". ولفت إلى أنّه في حال تُركت الظروف اليمنية لليمنيين، أو الحوار اليمني اليمني، فـ"في إمكانهم أن يحلوا الأزمة اليمنية"، وأنّ "التدخل الأجنبي في البلدان، في لبنان مثلاً، وفي اليمن وفي سائر البلدان، لا يؤدي سوى إلى خلق المشاكل".
وأشاد الرئيس الإيراني بإعادة تطبيع علاقات بلاده مع السعودية، مؤكدا أنّ طهران أعلنت منذ البداية أنّ سياستها هي سياسة "التوجه إلى دول الجوار"، ولديها علاقات وارتباط وأخوّة مع البلدان الإسلامية كافةً، ولاسيما بلدان المنطقة، وهذه من أولوياتها بشأن إقامة العلاقات. وأضاف أن هناك "أعداء" شعروا بالغضب وعدم الارتياح نتيجة الاتفاق الإيراني - السعودي، ومنهم إسرائيل، حسب قوله، مشيرا إلى أن الاتفاق الإيراني السعودي خطوة "في إمكانها أن تعزز الانسجام والوحدة بين البلدان الإسلامية، وبين بلدان المنطقة". مراقبون بدورهم، أكدوا أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة حول إعادة تطبيع علاقات بلادهم مع المملكة العربية السعودية بمثابة إعلان صريح عن تخلي النظام الإيراني عن حلفائه في المنطقة ورفع يده عنهم. وقال مراقبون إن ما جاء على لسان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في مقابلته مع قناة الميادين، عشية زيارته إلى سوريا، يؤكد أن إيران بتحسين علاقتها مع السعودية اشترت نفسها بحلفائها وعلى حسابهم، سواء في اليمن أو لبنان، تاركة إياهم يقررون مصيرهم بأنفسهم. وأشاروا إلى أن ذلك قد يشكل صدمة بالنسبة لجماعة الحوثي في اليمن، خصوصا وأن إيران أصبحت تتماهى مع رؤية السعودية حول ضرورة أن يتحاور الفرقاء اليمنيون دون أي تدخل خارجي.