خاص | النقار
تتطور الصورة عند القيادي في جماعة أنصار الله أحمد حامد، لتتعدى منصبه كمدير لمكتب رئاسة جمهورية، بحيث يمكن أن يصبح فيها هو الرئيس، وخصوصا الصورة الأخيرة التي التقطت لها من على منصة ميدان السبعين وهو يمد يده للأمام بكل ثقة وانتصار كما لو كان الفوهرر الألماني وقد لقن الحلفاء درسا لن ينسوه.
مع تلك الصورة الفهررية، تبدو ثقة الاسترخاء والاستواء على الحكم واضحة بين رئيس ومدير مكتبه، فكلاهما يمكن أن يؤدي دور الآخر وأن يظل محتفظا بدوره.
تتماهى أدوار رئيس المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله مهدي المشاط ومدير مكتبه أحمد حامد، خصوصا عندما تحضر المنصة كخشبة مسرح في الهواء الطلق. الفارق الوحيد هو أن أحمد حامد ممثل عريق ويستطيع أن يؤدي دور رئيسه بشكل أفضل بكثير مما لو كان المشاط هو الذي يقوم بذلك الدور. بل كأنه، وهو يشهر يده منتصبا كسارية علم، يريد فقط أن يقول للمشاط هكذا ينبغي لرئيس معتبر أن يؤدي التحية من على منصته العرش.
إنها مهزلة الحكم وقد تربع عليه رئيس يدين لمدير مكتبه بالكثير من الأمور، أقلها أنه هو صاحب الفضل في صعوده رئيسا، وبالتالي ليس لأحد أن يسأل من منهما يؤدي مهام الآخر، خصوصا وأن الأمر برمته ليس أكثر من تمثيلية هزلية تحدث أمام جمهور يؤدي فيها هو أيضا دور المصفق.
يحدث كثيرا أن يصل إلى مسامع المشاط بعض من تلك الشائعات في كون أحمد حامد هو الرئيس الفعلي وأنه ليس سوى رئيس صوريّ. ومرة أراد وضع حد لتلك الشائعات فدعا إلى اجتماع خاص لكبار القادة والمسؤولين في سلطته. ولكي يثبت للحاضرين بأن تلك مجرد شائعات، فقد وصفها بـ"الهراء"، موضحا وهو ينظر إلى مدير مكتبه الجالس في الطرف الآخر من الاجتماع: "أحمد أخ عزيز لي، ولا يتخذ أي قرار قبل إجراء مشاورات مكثفة".
وبعيدا عما قاله من كون أحمد حامد أخا عزيزا له، فإن عبارته نفسها توحي بأن الرجل مستلب فعلا، وكأنه بذلك فقط قد أكد تلك الشائعات عندما تحدث من أن مدير مكتبه لا يتخذ أي قرار إلا بعد مشاورات مكثفة، أي أن أحمد حامد في النهاية هو من يتخذ القرارات.
وطالما أن مدير مكتب رئيس جمهورية هو من يتخذ القرارات بعد مشاورات مكثفة مع ذلك "الرئيس"، فليس من المستبعد أن يكون حضور أحمد حامد في منصة ميدان السبعين وتصرفه بكل ذلك الاستعراض الذي تفصح عنه الصورة جاء بناء على قرار اتخذه بعد مشاورات مكثفة مع المشاط، ليس لمجرد الحضور فقط بل ولكي يقول للمشاط نفسه بأن يتعلم منه إتقان الدور.