اليمن تتعرض لأكبر مؤامرة على مستوى التاريخ الحديث، أبطالها أدوات داخلية تسيرها دول إقليمية، ودولية.
تختلف هذه الأدوات بحسب طبيعة صراع المصالح بين الدول الإقليمية والدولية.
ورغم أن بعض الدول الإقليمية هي- بالأساس- أدوات تتحكم بها الدول الكبرى كلاعب أساسي في المنطقة ضمن مصالح هذه الدول التي يحتم عليها تقديم خدمات للاعبين المتحكمين في اللعبة مقابل تمرير مشاريعها على حساب سيادة ووحدة اليمن، لتصبح اليمن مركز الصراع الإقليمي والدولي ومنطلق لحرب عالمية جديدة اقتصادية وعسكرية (حرب المضايق المائية ومشروعي طريق الحرير والطريق الموازي له) المتحكمة بالتجارة العالمية عصب الاقتصاد العالمي المهدد بالانهيار في حال استمرار عسكرة البحار والصراع على الممرات المائية، وتحديات طريق الحرير والطريق الأخرى الموازية.
سباق الكبار قد يوقع في طريقهم الصغار وليس عندهم مشكلة في سحقهم إذا استدعت مصالحهم ذلك.
الأحداث مترابطة وحرب الغرب مع روسيا في أوكرانيا لم تنته بعد ومازالت قابلة للتصعيد وليس عندهم مشكلة في نقلها للشرق الأوسط أكثر مما هو عليه الآن- خصوصا- أن معركة طوفان الأقصى مستمرة وما زال الإجرام الصهيوني يمارس الإبادة بحق الشعب الفلسطيني حتى وصل إلى رافح ولن ينتهي هناك كون حجر الزاوية ما بين الحرب القديمة والحديثة هي سلسلة ترابط الأحداث التي تضع المسؤولية على المجتمع الدولي للبحث عن حل عادل للقضايا في المنطقة (فلسطين- اليمن- أوكرانيا- الملف النووي الإيراني- الوجود الصهيوني غير الشرعي- العراق- شمال سورية- تايوان) ما دون ذلك حرب عالمية جديدة عواقبها تدميرية ذو أبعاد اقتصادية ونووية باعتبار النووي سلاح الفصل فيها، لعل الصين وروسيا يشعران بخطر التسريع من قبل أمريكا وحلفائها بتنفيذ الطريق الموازي لخط الحرير المنطلق من الهند مرورا بالشرق الأوسط ثم أوروبا، لعل عسكرة البحار والممرات المائية دفعت بالتسريع بمشروع الطريق الموازي الذي يستفيد منه حاليا الكيان الصهيوني أعتقد لن تظل الصين وروسيا وحلفاؤها متفرجين لما يجري لان الخطر الاقتصادي يهدد مصالح الجميع إضافة للخطر المهدد للصين عبر تايوان.
حروب الكبار ينسحق في أوساطها الصغار، وقطاع الشطرنج لا تحرك نفسها بل تحركها أصابع اللاعبين وأول الضحايا هم الجنود، فلماذا نبقى دائما جنودا بيد اللاعبين؟.
قطع بسيطة تحركت في أفريقيا هزة الغرب ومثلت جرس إنذار لان المحرك لها كان لاعب محترف أعطى حالة كش للغرب حتى هدأ اللعبة باتجاه مصالح الروس في تلك القارة.
كل هذه المتغيرات والمؤشرات التي تهددنا باعتبار القوى المتصارعة في اليمن عبارة عن جنود بيد أدوات للاعبين كبار بعلم أو دون علم هذا هو الواقع الذي نراه إمامنا.
فمتى يعقل اليمنيون ويتخلون عن المصالح الضيقة للمصلحة الوطنية ويترفعون عن خلافاتهم ليصبحوا ولو مرة واحدة لاعبون ضمن المتغير الدولي وليس أدوات أو جنودا في رقعة شطرنج يتلاعب بها الأذكياء ويحركونها حسب مصالحهم وبعيدا كل البعد عن مصالحنا بل هي بالأساس على حساب مصالحنا ومعاناة شعبنا ودماء الأبرياء؟