نقّارون

عمر القاضي

حتى هذه اللحظة لم أتمكن من زيارة القاضي احمد سيف حاشد. طبيعي، أنا متعود ازوره أما وهو مضرب عن الطعام ولا مضروب بعد مسيرة أو اعتصام قادها هو .مره زرته وهو مضرب عن الطعام بمجلس النواب، وكان معه ثلاثة قراطيس حليب بقري تحت السرير وهو لايعلم انه لديه ثلاثة حليب ،ولا داري من حطهم له من أصدقائه المتعاطفين والمتضامنين معه عشان يكون يفعله بجم بجم وقت ما يشعر بسوامة جوع الإضراب. لكن القاضي عنيد سيموت جوع ولا يستسلم.

زرته وجلست مقابل له شقصت الحليب تحت السرير وجريت واحد وشربته عليه واخذت الثاني ، قلت للقاضي بيخربوا عليك وانت مستمر بالاضراب عن الطعام. اسمعه يضحك بكل صوته وقال أنت ياعمر لا عاد تتضامن معي ولاتزورني وواصل ضحكته تلك المدوية . طبعا قبل أيام عندما عرفت انه مريض قوي ،دخلت اطمن عليه ووعدته إننا بزوره وماعد قدرت ازوره، هو شكله فرح  من عدم زيارتي له وبيوفر علب الأناناس والمانجا حق الزوار هههه. وليت والله بيشربهن هو. لا . بيشربهن عليه انس القباطي والحسام. أمانه انهم قارشه. وانا اقول ليش انس ماعد يتواصل معي من حين مرض القاضي.

المهم هكذا عشنا مع القاضي أحمد سيف حاشد ،الانسان الثائر العظيم ،يستقبلك في ديوان منزله بفرحه عارمه او بضحكه عارمه . برفقته ننتقد ونحش بذوق ونضحك ونحتج وندقها سياسة ونجري بالشوارع والاقسام ونعتصم ونضرب.

القاضي أحمد من أشجع شخص عرفته .ذات مره حصلته بعرس. قمت بنصحه عشان  يخفف النقد .اسمعلك القاضي يولع ويقول لي إيش بيفعلوا بيقتلوني ويعتقلوني والله لا ما اهم شيء ومستعد للتضحية.وتابع يقول انا همي ان لا تعبر سفقات فساد وارقام فساد مخيفة وكارثية. واستمر يتحدث وهو منفعل .رجعت انا قلبت وانفعلت معه. وقده الصدق. القاضي لا يتلبى ولا يزايد ولا يدور مقابل ولا مناصب، لو كان من هذا النوع، كان رئيس وزاره لفترتين متتالية وقد جزع مناصب الدولة كلها  وكان وافق على دعوات المستقطبين له للالتحاق بالصف الاخر. لكنه رفض كل الدعوات والاغراءات والمناصب. وبقى هنا ينتقد ويكشف الفساد ويتشحط مع وبصف الشعب والغلاباء والفقراء. والجميع يعرف حاشد. واتحدى اي شخص يزايد على احمد سيف حاشد  بشيء . لن يستطيع، لأنه صادق وبطنه نظيفه ونزيه ولا يضعف أم المصالح . القاضي ايضا ابسط وانقى وأكرم  عضو مجلس نواب. لا يشعرك انه بالبرلمان ولا يحكي بطولات بعيدة المدى وخرافية سع بقية اعضاء المجلس والسياسين ، أنا جلست اخزن فترة  معه زمان ،كنت احسبه بدون شغل ويشتغل فقط ثائر ومعارض ، اكتشفت انه قاضي سع ليلة الليل وعضو برلماني شجاع يسنب فوق الطاولة حقه بعمق المجلس ويعارض الراعي الذي يغلق عليه المايك والصوت عندما ماتعجبه مداخلات ونقد واعتراض القاضي حاشد للسفقات المشبوهه التي تخالف القانون والدستور الدين والقيم والانسانية.

ايضا القاضي احمد سيف متواضع ولا يحب الروفلة وليس لديه مرافقين ولا مسدس . واذا كان مثلا حصل مسدس بيرهنه ويسدد الدين او بيبيعه اليوم التالي ويسدد جزء بسيط جداً من الإيجارات المتراكمه عليه لصاحب البيت والتي كانا تجاوزت قبل فترة المليون والنص على ما اذكر. لذلك  لا حصل مسدس ولا معه سيارة. فقير انقر واصل مديون وتحصله على موقفه وينتقد ويضحك .

اخيرا توصل فيه الحال ان من يعزموه العرسان عشان يضور عرس فلان ،ولو تعلموا كيف يتقلفد ويزتنق وهو حانب بحق المشور للقاعه والشاهد الله. احكيلك احكي وعمر والله مابتكمل بعد اسبوع لو نويت احكي عن القاضي حاشد الصديق والثائر والمعلم والانسان والمخلص وربي يشفيك ويعافيك ويسهل تخرج تتعالج وأنا ارافقك مش انس القباطي. ههههه .نعالجك ونرجع ننتقد ونعارض ونضرب  وترجع تعترض الراعي وهو يفصل الصوت عنك. المهم بكره ولا بعده بزورك ياقاضي.وهكذا امكنه بكره بعده بزورك .