• الساعة الآن 03:24 PM
  • 26℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الاستبداد بين أمريكا وصنعاء.. دعوة لتجربة جحيم آخر

news-details

 

 

خاص – النقار

ما أرق وأحن سلطة جماعة "#أنصارالله" وهي تدشن لناشطيها حملة أخوية متعوب ومصروف عليها في منصة إكس أعانها الله، للتضامن الأخلاقي الإنساني مع الطلاب الأمريكيين في #الجامعات_الأمريكية الذين خرجوا في أحرام الجامعات الكبرى وأروقتها لإطلاق كلمة حرة ضد صهاينة إسرائيل ومجازرهم في قطاع غزة.

ما يثير الضحك هو أن نشطاء جماعة أنصار الله ينظرون إلى أسلوب الأمن الأمريكي مع الطلاب على أنه همجية ورعونة وظلم واستبداد وكل شيء ينطبق على سلطة صنعاء ومفصل عليها تفصيلا!

من يتحدث عن الهمجية والغوغائية والاستبداد والظلم يا أنصار الله؟ هل تنهون عن خلق وتأتون مثله ولا تشعرون بأي عار عظيم؟

لقد خرج طلاب أمريكا في أرقى الجامعات العالمية ضد إسرائيل واستثماراتها مع الجامعات ليقولوا للعالم كله إن غزة الوحيدة ليست وحيدة تماما، لا ليقبلوا على أنفسهم أن تتضامن معهم سلطات ثيوقراطية استبدادية وأشد استبدادا من غيرها مثل سلطتكم في #صنعاء.

اعتُقل الكاتب خالد العراسي لمجرد أن تحدث عن مبيدات محرمة إسرائيلية سامة تقتل المواطن اليمني، وواجه تجار آل دغسان بحقائقهم، ويُعتقل الكثيرون من أصحاب الرأي الذين يقولون كلمة خاصة على منصة #إكس التي تستخدمونها لصالح مفاهيمكم وأفكاركم الخاصة أيضا، فما حقيقة الاستبداد بالنسبة لكم؟ هل هو بالفعل ذاك الموجود في أمريكا التي تنشر بها عشرات الصحف الأمريكية المعارضة؟

يبذل "أنصار الله" مزيدا من الجهد ليلتفت العالم إلى استبدادهم بحق اليمنيين، وهذا يوصف بالغباء السياسي أكثر منه انتصارا سياسيا كما تدعي الجماعة. هجمات البحر الأحمر على سبيل المثال لفتت النظر الدولي للمواطنين العالميين في الشعوب الأخرى، إلى الحالة البائسة للمواطنين اليمنيين الفقراء والجوعى ومعدومي الراتب، وفشل سلطات اليمن في استيعاب قضايا مواطنيها، وليس إلى البطولة التي يتباهى بها ذوو الكروش الملأى من قيادات الجماعة، وهذه النظرة العالمية في صالح اليمنيين المسحوقين وليس في صالح الجماعة "القوية" كما يُقال، ولا داعي للمزايدة باسم التأييد الإلهي والعزة والكرامة في بلد يُقمع فيه كل من يقول كلمة معارضة في الإنترنت، ناهيك عن عجزه عن الخروج إلى الشارع للحصول على "الكرامة".

في يمن العجائب والحظ العاثر والسلطات الكاذبة، دعونا نضحك قليلا مع الاعتذار للطلاب الأمريكيين الصارخين في قلب جامعاتهم.

تقول جامعة صنعاء في بيان ركيك إنها تفتح أبوابها في جميع تخصصاتها لكل من تعرضوا للفصل من الأكاديميين والطلاب في أمريكا، وإنها على أتم الاستعداد لاستيعابهم، ويمكن لهؤلاء الأمريكيين مراسلة الجامعة عبر إيميلها الخاص، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هل العلم نور إلى هذا الحد من الشطح؟ لا أريد أن أقول لأعرق جامعة يمنية "من أنتم؟"، لكنني أتخيل ردة فعل طالب مفصول من جامعة كولومبيا بعد أن يقرأ بيان جامعة صنعاء المليء بالأخطاء النحوية والإملائية، هل سيترك أمريكا ليأتي لإكمال دراسته في صنعاء؟ أي جلطة تلك التي ستصيب طالبة مجتهدة في جامعة هارفارد إذا التحقت بطب أو هندسة جامعة صنعاء وسكنت في سكن الطالبات الذي يتم فيه احتجاز الجامعيات لأشهر!

إلى مجلس رئاسة جامعة صنعاء: هل استوعبتم طلابكم أولا؟ هل طورتم مناهجكم؟ ما سرعة الإنترنت لديكم؟ أين أوصلتم تصنيفكم بين الجامعات العربية وليس العالمية؟ هل حللتم مشاكل الأساتذة الجامعيين ورواتبهم المقطوعة وسكنهم الجامعي المنهوب؟ هل سمحتم للدكاترة بالتدريس في الجامعات الأهلية لكسب لقمة العيش؟ كيف ستتعاملون مع قراركم بخصوص الفصل بين الجنسين في الجامعة إذا جاء طلاب وطالبات أمريكا للدراسة لدينا؟ فهؤلاء أمريكيون، أمريكيون يا جامعة صنعاء، والموت لأمريكا.

شارك الخبر: