• الساعة الآن 08:20 AM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

محمود ياسين: ‏أي عرف هذا الذي يتسامح مع من يسرطن شعبا بأسره؟!

news-details

 

 

 

لن أحيلكم على القانون والدستور. نحن في حالة تحكمنا فيها القوانين العرفية. لن أذكركم بإعلانكم الدستوري فقد تنصلتم من كل بنوده.

أما وهي أعراف فلتخبروا أنفسكم أنكم قد اقتحمتم بيت الرجل، وروعتم عائلته وشهرتم به، ثم سجن انفرادي لأكثر من شهر، والآن عبد الوهاب يعاني الضغط والسكر وتكاد شبكية عينيه أن تتلف تماما، فما الذي تريدونه أكثر؟ يموت؟ أو تقتلوا أولاده مثلا؟

أي جريمة في جملة كتبها معارض سياسي، اختار معارضتكم فعلا وألزم نفسه تبعات موقفه الوطني وبقي يناضل من صنعاء، لم يتواصل بجهة أجنبية ولم يتخط أو يتحد قوانين الحرب المعمول بها في كل بلد.

بكل بساطة: يكفي، وأي مبالغة عقابية ومحاولة لجعله عبرة لمن يعتبر لا تعدو كونها عملية لجم لأي أمل في عقلانيتكم ولن تفضي للجم كل صاحب موقف معارض لأدائكم.

أي عرف هذا الذي يتسامح مع من يسرطن شعبا بأسره ويلوث التربة الزراعية ودم الناس بالسموم؟

أي تسامح هذا مع جهات تقتل شعبا وتنهمك في تدمير انسان شريف قال كلمته التي يقتنع أنها في مصلحة بلاده وإن سمح لجملة حادة أن تطفو على سطح مقالته؟ فتلك الجملة لا تهدف لتحدي شخص بعينه، الشخص الذي وإن كان عبد الوهاب يمقت ويزدري أخطاء وسلوكيات جماعته الحاكمة إلا أنه أسرها لي أكثر من مرة قائلا: أكن له كل الاحترام.

اتصل بي محمد عبد الوهاب البارحة وأخبرني أن أباه حمله رسالة لي وسيخبرني بها عندما نلتقي، قلت يا ولدي كلمني مضمون الرسالة الآن والا بيظنوا الجماعة ان احنا لنخطط لانقلاب.

التهويل والمبالغات تضع أي سلطة في فخ التأكد والتثبت ويشبه الأمر الوسواس المرضي حيث يبالغ المريض في الجرعات ليشفى تماما، الحال هنا أنكم تجرعون كاتبا سياسيا ما يفوق الحدث وما يتخطى طاقتكم على احتمال المزيد من الضحايا ويتخطى طاقة عبد الوهاب جسديا.

ثم إن إدارة حياة الناس بالقسوة والترويع تحيلهم كائنات معطوبة لا تعود قابلة للرضى بأقل من خراب كل شيء، ذلك أن اليأس يقود لأكثر الخيارات سوءا.

ثم إن استسلامكم للمبالغات الأمنية والتوجس سيترتب عليها متتالية خطايا لا سبيل لتسويتها، ذلك أن الحاكم إذا استوحش توحش.

ما به الا راجعوا انفسكم، الدنيا عوافي.

أطلقوا سراح عبد الوهاب، وإن كان هناك من روح بعينها لم تكتف بعد من عذابات عبد الوهاب ووصل الأمر حد العناد الفادح فليتذكر  "وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا".

ما يهمني الآن هو مخاطبة جانبكم العقلاني المسؤول لأجل صديقي، يهمني إقناعكم وليس إدانتكم، المحاججة على صاحبي وليس إقامة الحجة، وإن فقدنا الكثير من حيثيات عقد سياسي اجتماعي يضمن كرامة الجميع فليكن ما تبقى بين الناس من أعراف وأسلاف. فلتوا للرجال، والجيد يحلف ويرجع.

 

شارك الخبر: