تعيش إسرائيل حالة من التأهب لاحتمال شن إيران أو وكلائها هجمات بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار على أراضيها، وذلك بعد أن اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراء الضربة التي استهدفت قنصليتها لدى سوريا.
ولم تقر إسرائيل بتنفيذ الضربة التي وقعت في الأول من أبريل وأسفرت عن سقوط 16 شخصا، بينهم قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، لكن طهران تعهدت مرارا بالانتقام.
وعلى مدار الـ 15 سنة الماضية، عملت إسرائيل على تحديث دفاعاتها الجوية بشكل كبير، وأضافت أنظمة جديدة لاعتراض الصواريخ البالستية التي يتم إطلاقها من مسافات تصل إلى 2400 كيلومتر.
ويشمل هذا النطاق اليمن وسوريا والعراق، حيث تتمركز الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، بالإضافة إلى إيران نفسها.
وفي حين مرت هذه الأنظمة الجديدة بسنوات من الاختبار لتصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها، وحققت بالفعل اعتراضات ناجحة في ساحة المعركة، إلا أنها لم تتعامل بعد مع هجمات كثيفة واسع النطاق.
وسلطت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية الضوء على أنظمة الدفاع الجوي المختلفة التي تملكها إسرائيل، والتي أبقت سماء البلاد محمية بشكل كبير من المقذوفات والصواريخ التي تطلقها الحركات المسلحة في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة حماس.
"ضربة مباشرة" أم عبر وكلاء؟.. الرد على هجوم القنصلية يضع إيران أمام "اختبار حقيقي"دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، مع ترقب رد إيراني محتمل على ضربة استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، والتي نُسبت لإسرائيل دون أن تقر الأخيرة بها."القبة الحديدية"
ويعد نظام "القبة الحديدية" الأكثر نشاطا وشهرة في إسرائيل، وهو النظام الذي اعترض آلاف الصواريخ التي أطلقها المسلحون الفلسطينيون في غزة منذ عام 2011.
ومع ذلك، فإن "القبة الحديدية" مصممة للصواريخ والطائرات بدون طيار ذات المدى القصير، من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومترا، لكنه يظل واحدا من مختلف أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة الموجودة لدى إسرائيل.
وتملك البلاد أيضا نسخة بحرية من نظام "القبة الحديدية"، معروفة باسم "سي دوم"، التي تستخدم ذات نظام اعتراض "القبة الحديدية" الأرضية، وفق شركة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" الحكومية المشغلة للمنظومة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، نشرت إسرائيل للمرة الأولى منظومتها الدفاعية الصاروخية الجديدة المحمولة على متن سفينة حربية، والمسماة "سي دوم" (القبة سي)، وذلك بهدف التصدي لهدف "مشبوه" اخترق المجال الجوي للبلاد قرب مدينة إيلات في أقصى الجنوب، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي.
"مقلاع داود"
وتملك إسرائيل نظاما آخر يدعى "مقلاع داود"، تم نشره عام 2017 بهدف اعتراض المقذوفات المتوسطة إلى طويلة المدى، وفق "بلومبيرغ".
وطور نظام "مقلاع داود" بالاشتراك بين شركة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" الإسرائيلية وشركة "رايثيون تكنولوجيز" ومقرها الولايات المتحدة، بهدف سد الفجوة بين نظام "القبة الحديدية" وآخر أكثر تطورا يعرف باسم "آرو" (السهم).
وصمم "مقلاع داود" لكشف وتدمير الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، وكذلك الطائرات بدون طيار، على مدى يصل إلى 200 كيلومتر.
ويغطي هذا النطاق قطاع غزة وجنوبي لبنان، حيث يعتقد أن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران تمتلك 150 ألف صاروخ، بعضها موجه بدقة عالية.
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنها وقعت اتفاقا لبيع منظومة "مقلاع داود" المضادة للصواريخ إلى فنلندا، العضو الجديد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في صفقة قيمتها 317 مليون يورو (339 مليون دولار).
"آرو"
تملك إسرائيل أيضا نظام الدفاع الصاروخي المتطور المعروف باسم "آرو" (السهم)، المكون من "آرو 2" و "آرو3".
ويمكن لهذا النظام اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، سواء في الغلاف الجوي لكوكب الأرض وحتى خارجه.
وفي نوفمبر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استخدم نظام "آرو" الذي يطلق عليه الإسرائيليون أيضا "حيتس"، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وذلك للتصدي لمقذوف أُطلق من منطقة البحر الأحمر، بعد أن بدأ المتمردون الحوثيون في اليمن باستهداف مدن إسرائيل الجنوبية.
ويوفر هذا النظام قدرات فرط صوتية، ويمكنه الدفاع عن منطقة كبيرة جدا، مما يوفر دفاعا شاملا للمواقع الاستراتيجية والمناطق المأهولة الكبيرة.
كما يمكنه تدمير التهديدات بعيدة المدى، بما في ذلك تلك التي تحمل أسلحة دمار شامل.
والولايات المتحدة شريك في مشروع "آرو" الذي طورته بشكل مشترك منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية.
وفي صيف العام الماضي، أعلنت إسرائيل أن الولايات المتحدة وافقت على صفقة تسمح ببيع منظومة "آرو-3" إلى ألمانيا، في أكبر صفقة دفاعية إسرائيلية على الإطلاق بلغت قيمتها 3.5 مليار دولار.
"الشعاع الحديدي"
ويختبر الجيش الإسرائيلي، وفقا لـ "بلومبيرغ"، أيضا نظاما آخر يسمى "الشعاع الحديدي"، والذي يستخدم أشعة الليزر لاعتراض المقذوفات التي يتم إطلاقها من مسافة قريبة، بتكلفة أقل من القبة الحديدية.
وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد من نظام "القبة الحديدية" آلاف الدولارات.
ومن غير المتوقع أن يتم تشغيل نظام "الشعاع الحديدي" قبل منتصف عام 2025، وفق ما ذكرت "بلومبيرغ".