• الساعة الآن 04:23 AM
  • 10℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

العلائي يرد على سمير النمري

news-details

 

 

 

عائد من أرض خاضعة لسلطة أمر واقع تنتمي في الجملة -على مستوى الثقافة والخطاب والرموز والممارسة- إلى التاريخ المضاد للجمهورية في اليمن،

يعني عائد من أرض الحرب والبؤس والظلام،

فتكتب عبارة غبية مستفزة تذم فيها النظم الجمهورية كلها وتزدريها بإطلاق،

ماذا تتوقع أن يفهم من عبارتك؟

وماذا تتوقع أن يكون الرد؟

طبيعي أن تفجر عبارة كهذه عاصفة من ردود الفعل،

أولاً لكمية الغباء والبطلان الذي تنطوي عليه،

ثانياً لكونها -بسبب التوقيت- فُهمت كمدح للوضع في المناطق التي جاء منها القائل مؤخراً، وهذا يعني القدح للوضع خلال الفترة الجمهورية.

حتى لو لم يكن هذا غرضه فالنتيجة تخدم هذا الغرض.

في ظني أن الاستنفار ليس موجهاً بالتحديد ضد صاحب العبارة، بل ضد الجهة الوحيدة في اليمن المستفيدة حالياً من ذم وتقبيح الجمهورية،

وهذه الجهة -كما هو واضح من الاستنفار- لم تدع سبباً لكراهيتها وبغضها إلا وجاءت به.

لو قيلت عبارة في ذم الفكرة الجمهورية لصالح نموذج آخر قائم بالفعل -أقصد قائم في اليمن- ويتسم بالفضيلة والكفاءة والنجاح فيبدو متفوقاً عند مقارنته بالتجربة الجمهورية،

لما أثارت كل هذا الاهتمام على الاطلاق.

بعدما طعم النظام والحياة والرفاهبة والصدق في خرابة الاملحي

رجع بهذي القناعة.

من نكد الدنيا أن تضطر للتعليق على هراء رخيص كهذا

لو قالها شخص آخر في توقيت آخر وبأسلوب آخر لاعتبرناها وجهة نظر تؤخذ أو ترد.

بعدين لا تنسى ان اربع دول من أصل خمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن جمهوريات.

وما ليس صالحاً من النُظم والحكومات في مكان قد يكون صالحاً في مكان آخر

وهذا ما يقوله جان جاك روسو بنفسه:

"لقد تساجل الناس في كل العصور حول أفضل شكل من أشكال الحكومة، ولم يأخذوا في حسبانهم أن أياً منها هو أفضلها في بعض الحالات وأسوأها في حالات أخرى".

أما نحن في اليمن

فالجمهورية قبلها فوضى وتمزق وانحطاط وظلام وبعدها فوضى وتمزق وانحطاط وظلام.

وهذا أعظم دليل على تفوقها وأفضليتها كمبدأ وتجربة

وستظل كذلك في نظر كل وطني محترم طالما لم نشهد في اليمن حتى الآن نموذج حكم عملي آخر يتفوق عليها في تحقيق العمران والتنوير والاستقرار والتحضر.

 

شارك المقال: