يروى عن شاهنشاه إيران محمد رضا بهلوي، أنه في ذروة الثورة الشعبية في إيران ضده توالت عليه التقارير أن ملايين الإيرانيين الثائرين يملأون الشوارع ونصحوه بمغادرة البلاد فورا فلم يصدق ذلك قائلا إن شعبه يحبه ويقدسه، وطلب مروحية ليطلع من الجو على الحقيقة، فأذهله المنظر وصعقه فصاح يا إلهي ماذا عملت ليخرج هؤلاء الحشود ضدي، ولم يكن أمامه متسع من الوقت لمعرفة الاسباب ومعالجتها فنزل من المروحية ليصعد طائرة المغادرة إلى المنفى إلى الأبد، وهذا هو دائما مصير من يتولون حكم شعوبهم ويحيطون أنفسهم ببطانة من المنتفعين المتزلفين الذين يزينون له الأمور وفق مايشتهي سماعه بانها على أحسن ما يرام، ويضربون حوله أسوارا تعزله عن ملامسة أوضاع الناس ومشاكلهم ومعاناتهم وآلامهم ،بمختلف الحجج الأمنية والحمائية ضد مؤامرات تحاك لاغتياله وإزاحته، وتحت هذه الأوهام يتولون هم إدارة وتوجيه شؤون البلاد والعباد ويفسدون في الارض لمراكمة مصالحهم وثرواتهم الشخصية وتعزيز قبضتهم ونفوذهم، ويمنعون أي تنبيه لخطورة الأوضاع وأي انتقادات، ثم يفاجأ الحاكم المحشور داخل اسوار قلاعه المحصنة، بانفجار شعبه ضده وضد نظامه فيلفه الاستغراب كيف حدث هذا والتقارير المكدسة لديه تجمع أن الأمور في البلاد آمن واستقرار ورفاهية ورغد عيش والمؤامرات التي تحاك ضده يطاح بها صبحا ومساء؟! فيصرح يا إلهي كل هذه الجموع ضدي لماذا ماذا فعلت بهم؟! لكن لحظة اكتشاف الحقيقة يكون متأخرا جدا، ولات حين مناص!
قال الله جل جلاله:
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) صدق الله العظيم
الله أكبر والمصير المرعب الموحش المزلزل المخلد لأولئك الذين يقتلون الناس بغير حق وكأنهم يتسلون بعذابهم وسلخهم حتى الموت، ألا يقرؤون كتاب الله أم أنهم يتخذونه هزوا؟!