نثرة اليوم من سجون محافظة إب ، حيث تتراكم المظالم وينقطع الامل لدى كل من يسعى للإنصاف ورفع الظلم .
أحد السجناء انتحر وآخر توفى بسبب عدم إسعافه وكثير من القصص المأساوية.
لا نظافة ولا غذاء ولا دواء ولا حقوق.
وهناك من انتهت فترة الحكم وزاد عليها بكثير ولم يتم الإفراج عنه.
احدهم محكوم ثلاث سنوات وهو سجين حتى الان منذ ثلاثة وعشرون عاما لان عليه غرامة خمسمائة الف ريال ، ولا اعرف اين موضوع فك كرب المعسرين من هذه الحالة وغيرها من الحالات المشابهة.
الانجازات المعلنة اعلاميا شيء والواقع شيء مختلف تماما .
المعنيين بمتابعة هذه المظالم يقولون بأن العرقلة من صنعاء وبأنهم كلما تحركوا بمواضيع تخص السجون تأتيهم التوجيهات بأن يبتعدوا عن هذا الملف وفي أحسن الاحوال يتم تجاهل بلاغاتهم وتقاريرهم حتى باتوا يشعرون بالغصة وبالألم من رؤية مظالم كبيرة دون القدرة على تحريك ساكن.
كثير من السجناء اصيبوا بحالات نفسية.
وهناك مجرمين مسجونين بسجن خمسة نجوم بل أن هناك مسؤولين في الدولة مسجونين ولا زالوا في نفس مناصبهم ويمارسون عملهم من داخل السجن.
السجن في محافظة إب جهنم بالنسبة للاغلبية وهو بالنسبة للبعض فترة نقاهة.
العام الماضي قام احد السجناء بتخييط فمه اعتراضا على تاخير إحالته للمحاكمة(مرفق صورته) ،
والكثير مثله مسجون بدون إحالة للمحاكمة أو بتطويل اجراءات المحاكمة فحتى لو كان بريء وحكمت المحكمة ببراءته يكون قد تجرع المر والمرار داخل السجن وقضى فترة طويله ومرحلة سيئة للغاية تجعله يرى للوطن بنظرة ازدراء.
سالت ماذا عن تلك اللجان التي تنزل للسجون فكانت الاجابة بانهم لا يلتقون بالسجناء ويكتفون باللقاء بالادارة ، والنزول ظاهرة شكلية اكثر مما هي للمعالجة.
لفت نظري القول بأن هناك مجاهدين في السجون بقضايا ملفقة وكل ما يرجونه ويتمنونه هو التعجيل بمحاكمتهم وهذه النقطة موجودة في سجون المحافظات الاخرى وكأنها اجندة مدروسة وبرنامج استهداف للمجاهدين وهنا يجب وجود جهة تتابع قضايا المجاهدين في السجون والمدان منهم يعاقب فالكل يخضع للقانون لكن يجب التعجيل وعدم المماطلة والتطويل في المحاكمات ، ومن الجيد ان يرى المجاهد ان هناك من يتابع له ويهتم به ،لا أن تمر سنه وسنتين قبل حتى أن تعقد المحكمة جلستها الاولى في القضية، وهناك قضايا بسيطة جدا ويمكن حلها وما كان يجب ان تصل الى هذا الحد وتشعر أن الغرض منها هو أن يخرج المجاهد وهو كاره للجانب الجهادي وللحياه بكلها نظرا للتخلي عنه .
وفي كل الاحوال المساجين بدون أي تمييز وتصنيف لهم حقوق ويكفيهم عذاب تقييد الحرية وهو عذاب لا يعرف كمية الالم والمعاناة فيه الا من جربه.
ما اقوله ليس من وحي الخيال وانما نقلا عن نزول البعض الى السجون وتحرك ومتابعة كثير من الحالات لكن مؤخرا اصيبوا باحباط ويأس من كثر تجاهل هيئة المظالم والمعنيين في صنعاء وقال لي أحدهم حرفيا واصفا ما يحدث في سجون إب بشكل خاص وفي المحافظة بشكل عام:
《اصبت بالاحباط من كثر عدم التجاوب مع التقارير والبلاغات والمظلوميات المرفوعة .
بل وعرقلة اي تحرك في اطار الانصاف وبشكل متعمد ، وبت على يقين كامل أن هناك من يعمل على تشويه المسيرة واثارة سخط الناس ضد الانصار ، فلم تعد شعبية الانصار صفر فقط بل أن الامر تحول الى كراهية .
وعلى فكره أكبر ضرر يصيب الدولة هو أن يدير المواطن ظهره لها ولا يرغب بالتعاون معها فما بالكم بالوصول الى حد الكراهية؟
انصفوا المجتمع في مظلومياتهم الخاصة والمظلومية العامة المتعلقة بفساد وفشل حكومة الوضع المزري.
مع العلم ان الظلم من اكبر اسباب سقوط اقوى الدول ،فما بالكم عندما يجتمع الظلم والفساد المهول في مجتمع هو في الاساس منهك جراء أبشع عدوان شهدته البشرية وأحقر حرب اقتصادية واطول سياسة تجويع تاريخيا ينتهجها العدوان الكوني ؟
ملحوظة :
التعيينات الاخيرة في محافظة إب وغيرها من التعيينات لا علاقة لها بالتغييرات الجذرية بل أنها اجراءات تصب في اطار عرقلة حكومة الكفاءات والتغييرات الجذرية، فحكومة الوضع المزري منذ تم اقالتها لم تكتفي بتجاوز الصلاحيات ومخالفة القوانين بعدم التعيين والاقالة وعدم التقيد بتصريف الاعمال فقط ، بل زادوا شغلوا السريع في النهب والفساد ليهبروا أكبر قدر ممكن وبوتيرة عالية جدا قبل الرحيل وترك الكرسي، وبوقاحة غير مسبوقة وذلك ركونا الى الغياب الكلي للحساب والعقاب مهما بلغ حجم الفساد، واضافة الى السباق المحموم نحو الفساد هناك أيضا زراعة عراقيل وعثرات في طريق حكومة الكفاءات ، واحباط للكفاءات والشرفاء والمجاهدين .
أفلا تعقلون؟