عباس طاهر
كان باستطاعة النائب حاشد والقاضي عبدالوهاب قطران أن يعيشوا في أفضل حال مما هم عليه اليوم مثلهم مثل أي مسؤول في الدولة هنا او هناك، وسيكونون ضمن قائمة الهوامير الأكثر ثراءاً وبطراً، وأنتم تعرفون ما أقصد.
ذلك لو أنهم فقط قدموا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن، وغضوا الطرف، وتماهوا مع الوضع وقبلوا بالواقع.
لكنهم آثروا أن يتقاسموا معنا نفس الظروف التي نعيشها متقبلين مع أبنائهم جحيم الحرب وتبعاتها المأساوية. يعيشون الأوجاع والآلام التي يعيشها المواطن البسيط.
لذلك نحن نشعر أنهم يمثلون الكثير منا، يشبهوننا تماماً نحن البسطاء، يعيشون نفس ظروفنا ، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالانتماء إليهم كانتمائنا للوطن.
لقد تقبلوا كل الظروف المعيشية القاسية رغم الخيارات المتاحة لديهم ، عدا ظروف حرياتهم ، وكلماتهم المنحازة إلى صف الوطن والمواطن ، فإنهم لم يقبلوا أن يتجاوزها أحد.
إنهم يمتلكون بعضاً من نبل وصفات الأنبياء وابتلاءاتهم ، فتجدهم على قدر عال من التحمل والصبر والشجاعة، يدفعهم إدراكهم العميق بسمو رسالتهم الإنسانية..
يقودهم طموح ذاتي للسعي نحو تحقيق مبدأ العدل والمساواة، وإحياء الضمير ومقارعة الظلم وتحرير العقل من كونه مجرد إنسان فرد ورقم ضمن القطيع _ إلى اعتباره إنسان نوع_ مستقل بذاته فاعل في المجتمع له دوره وتأثيره.
ولا يزالون كذلك حتى هذه اللحظة يبذلون جهداً كبيراً لتحقيق ذلك الطموح الإنساني النبيل، يسعون دوماً إلى تعبيد طريق السالكين إلى مرافئ الحرية والسلام.
فسلامٌ عليهما من كل قلوبنا.