نقّارون

كنا مستبشرين في هذا اليوم الطيب والخيّر من أيام شهر رمضان المبارك. وبعد أكثر من خمسة أعوام من الجهود بدون ضجيج إعلامي أو مزايدات أو متاجرات؛ والرحلات المكوكية بين المحافظات وما رافقها من معاناة لا يعلمها إلا الله. كنا نظن ونثق بأن لحظة هذا اليوم ستكون هي البداية الأولى لرفع المعاناة بفتح الطرق الرئيسية بدءاً بطريق صنعاء - عدن مروراً بدمت الضالع. وقد كانت الظروف مهيئة من كل الأطراف بدءاً بالمجتمع المدني والسلطات المحلية وأبناء المنطقة متجمعين في مدينة دمت، وأُزيلت كل الحواجز الترابية والخرسانية والألغام من الطريق وتحرك الجميع بناءً على تواصلات مستمرة مع عدن والضالع والتي لم نجد منها إلا كل الاستعداد. وبعد أن قطعنا ما يزيد عن عشرين كيلومترا جنوب مدينة دمت ترجلنا على الأقدام ما يزيد عن ثلاثة كيلومترات، وما أن وصلنا إلى نقطة التماس التي كنا نتوقع فيها من يستقبلنا بالسلام والمصافحة والمودة والفرحة فوجئنا بوابل من النيران والقذائف المدفيعة تمر من فوق رؤسنا وعلى اليمين واليسار، كانت مفاجئة مؤلمة ومحزنة إلى أبعد الحدود. ولا يمكن أن يُفسر مثل هذا العمل إلا باعتباره عملا غير مسؤول وتصرفا لم نكن نتوقعه من اشخاص لا يمكن أن يوصف فعلهم إلا باعتباره عملا معاديا ومضرا بمصالح المواطنين واليمن واليمنيين جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً.
ومع ذلك فإننا لن نيأس أو نكل أو نمل عن بذل المزيد من الجهد المتواصل لتجاوز ما حصل ومعالجة آثاره، بما يحفز الأطراف لاستئناف جهود فتح الطرقات.

دمت/ الضالع  ٢ رمضان ١٤٤٥