نقّارون

‏

لماذا هذا الهجوم العنيف والعالي النبرة على الشيخ سلطان السامعي من قبل بعض أتباع الجماعة، والذي وصل بهم الى اتهامهم له بالصهينة؟ 
ماذا فعل الشيخ السامعي سوى انه ذهب الى جلسة مجلس النواب  وبكل شجاعة وراح يسرد امام الجميع الكثير من الإنحرافات والفساد التي يمارسها بعض وزراء السلطة بحق المواطنيين والتجار والاساليب التعسفية التي تتبعها السلطة وتنتهجها بحقهم والتي تخالف الدستور والقوانين 
وفي رأيي الشيخ لم يذهب مباشرة ليقول ما قاله في مجلس النواب إلا بعد ان حاول اكثر من مرة وعمل على توصيل كل هذه المظالم لكل المستويات القيادية  إلا أنهم قابلوه  باللامبالاه، وكل محاولاته باءت بالفشل واللاجدوى.

الرجل لم يقل ذلك جزافا او لغرض الاستعراض والشهرة او التحامل الشخصي على أيا من وزراء او قيادات السلطة وإنما أيد كل ماقاله بالادلة والامثلة التي مارستها فعليا تلك السلطة على ارض الواقع.

كان الرجل صريحا ونيته كانت تسليط الضوء على الاخطاء التي ترتكب من قبل بعض وزراء وقيادات سلطة الامر الواقع في صنعاء بهدف التراجع عنها  وتصحيحها ، وأعتبر هذا من صميم مسؤوليته.

لقد كان الشيخ السامعي امام مجلس النواب وامام الرأي العام اليمني شجاعا باستعراضه لبعض الوقائع.. قاله تحت قبة البرلمان وممثلي الشعب  لا خلف الكواليس.. فلماذا كل هذه الحملة عليه؟

هل تريد الجماعة وقيادتها بهذه الحملة ضد الشيخ توصيل رسالة لكل المسؤولين ولكل المواطنيين ولكل الاصوات الحرة والشريفة لتقول لهم ممنوع توجيه أي إنتقاد للسلطة ووزرائها وقيادتها مهما بلغت الانحرافات والفساد والتعسف والنهب وكل ما يخالف القوانين والدستور والعدالة.. هل الجماعة وقادتها معصومين من الخطأ؟!
ما فعلوه مع القاضي الوطني الحر عبد الوهاب قطران ليس ببعيد عنا فقد اتهموه بالعمالة لإسرائيل بمجرد أن وجه لهم نقد أو تعبير عن رأي، فذهبوا بعيدا وعملوا على إذلاله ولفقوا له تهمة التعاطي والاتجار بالخمر...
... ورغم أن الشيخ السامعي محسوب على "سلطة صنعاء " ويتولى وظيفة عضو المجلس السياسي الأعلى ويستخدموه امام الرأي العام الداخلي والخارجي في الترويج لهم على أنهم جماعة وسلطة تضم بداخلها كل الفواعل الاجتماعية والطائفية (الزيدية والشافعية) انكشفوا على حقيقتهم بمجرد أن عبر الشيخ السامعي عن رفضه لبعض الأخطاء والانحرافات والفساد التي يقومون بها أمام مجلس النواب.