سمعت أصحاب الفضيلة المفتي وكبار قادة السلطة القضائية وهم يعبرون عن منتهى سعادتهم بعد أخذهم دورة في القنص في اطار التعبئة العامة الجارية في هذه الأيام على قدم وساق .
وأظن يا أصحاب الفضيلة الكرام ، لو أنكم ذهبتم إلى السجون والمحاكم واستخدمتم سلطاتكم القانونية ونفوذكم لرفع - ولو قليل - من صخور الظلم الجاثمة على صدور المقهورين لكنتم أرضيتم الله ورسوله وضمائركم ، وكسبتم حسنات لأخرتكم وأنتم على أعتاب الشهر الفضيل ، وحسنتم قليلا وجه هذه السلطة الكالح ، وساهمتم بذلك في تحفيز التكاتف الشعبي ضد حرب الإبادة على غ.زة. أما القنص فلدينا فائض في القناصين وفي المقاتلين الأشداء ، ولكن لدينا نقص في العدالة ، وفي الشعور بالمسؤولية ، وفي العمل لتخفيف معاناة الناس في(( اليمن التعيس بحكامه )) .
قلت قولي هذا وبارك الله لكم الجمعة والشهر الفضيل.
لو يتنكر أولو السلطة بملابس فقراء من عامة الشعب ويجولون في الأسواق وفي الشوارع ويركبون المواصلات العامة لقرأوا في وجوه الناس ولشاهدوا وسمعوا ما يذكرهم بأقوال الامام علي كرم الله وجهه ، وبالخصوص ، التالية :
((الفقرُ الموتُ الأكبر )) و((الهمُ نصف الهرٓم )) و (( الفقر يخرس الفطن عن حجته. والمقلُ غريب في بلدته )). وأخيرا (( من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون )) .
هذا إذا كانوا يسترشدون فعلا لا قولا بهذه النزعة الانسانية، ولو أن سلوكهم السلطوي يقول :السلطة تجب ما قبلها !
· أحمد عبدالله الصعدي- دكتور في قسم الفلسفة لدى كلية الآداب جامعة صنعاء