• الساعة الآن 12:56 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

11 فبراير جزء من عبثية الربيع العربي

news-details

 

 

 

الربيع العربي بمجمله عبثي انتُظِر منه التغيير نحو الأفضل لحلم جميل راود الشباب العربي في بناء الدولة العصرية والطريق نحو الحرية والوحدة والتخلص من البطالة والفقر، لكنه وُئِد قبل أن يولد، وتحول إلى جحيم لم نتجاوز تبعاته حتى اليوم، نُفذت من خلاله كل المخططات الغربية التي وضعت للأقطار العربية من شملها الربيع الأسود لتصفية حساباته معها معتبراً إياها دولاً مارقة إضافة إلى تخلصه من حكام انتهت صلاحيتهم بالنسبة له واصبحوا أوراقاً محروقة.

 

اشتغلت القنوات الإعلامية المعدة لهذه المهمة مسبقاً، فالتقطت تلك المادة الإعلامية القوية عندما صاح ذلك التونسي بعد فرار الرئيس زين العابدين بن علي "هرمنا في انتظار  هذه اللحظة"، فكانت تلك الصيحة الشرارة الثانية بعد شرارة الشاب التونسي " البوعزيزي" الذي أشعل النار بجسده احتجاجا على ظلم تعرض له فاشتعلت معه تونس.

تلك الصيحة أشعلت العالم العربي وهماً ببلوغ لحظة الانعتاق.

تقول أحلام مستغانمي الشاعرة والروائية الجزائرية  المتميزة ((لست وحدي من هَرِم. كلُّنا " هرمنا" مرّتين، مرّةً  في انتظار تلك اللحظة، ومرةً عندما اكتشفنا عبثيَّة ما انتظرناه)).

اليمن كذلك هرمت في انتظار لحظة الانعتاق وهاهي تهرم مرة ثانية عندما اكتشفت عبثية ما انتظرته.

لم يتحقق لهذا الشعب شي من حلمه الجميل سوى القتل والدمار والحصار لأن حلم الشباب سلبته الأحزاب بعد أن تقاسمت السلطة مع النظام السابق وتحولت الدولة إلى فيد وتقاسم مغانم أسقطت معها مؤسسات الجيش بما سمي بالهيكلة وبقية مؤسسات الدولة ومع سقوط هذه المؤسسات وفشل الحكومة الجديدة في تلبية الطموحات والمطالب التي رفعها شباب الثورة، قامت الإنتفاضة الثانية التي انتهز فيها النظام السابق فرصة الثأر من خصمه المنتزع منه نصف الغنيمة، وحقيقة الأمر أن الطرف الثالث كان الأذكى بين الجميع حيث وجد الفرصة للثأر من الطرفين واستغلال الحالة الثورية وطموح الشعب الباحث عن طرف ثالث لتخليصه من طرفي السلطة وخاطفي الثورة وفي نفس الوقت وجد مكون السلطة السابق فرصة للثأر من شريكه الجديد معتقداً انه بعد الخلاص من هذا الشريك الذي فرض الشراكة بقوة الجماهير التي خرجت إلى الشارع سوف تؤول إليه الأمور من جديد ولكنه في الوقت نفسه كان لدى الطرف الثالث ثأر من الجميع فقد خاضوا معه ست حروب لن تنسى فكان الأذكى حيث أزاح المنافس الأقوى ذي النهج المشابه له (( الديني)) والدخول في شراكة من جديد مع الطرف الأصلي الممسك بالسلطة ولم تكن الشراكة متكافئة بعد أن اختل ميزان القوى وسادها نزعة التغيير إلى ضعف هذا الطرف، وفي ظل هذا المعترك يأتي التدخل الخارج ليخلط الأوراق وفي خضم المواجهة مع التحالف الخارجي المساند للشرعية يتم الخلاص وتصفية الثأر  من الحليف الداخلي (( النظام السابق)) وتكتمل الحلقة في دائرة واحدة تمكنه من الاستحواذ على كل مفاصل الدولة ليخوض معركة غير متكافئة مع التحالف العربي المساند ((للشرعية)) لكنه استطاع بخبرته المكتسبة من الحروب الست وبمساندة شعبية الصمود وتحويل عوامل الضعف إلى قوة حتى وصل إلى مرحلة تفوق فيها ميدانياً وشعبياً ويوسع المواجهات عبر الصواريخ البلاستيك ومعركة الجو بالسلاح المسير.

والآن بعد اربعة عشر عاماً من ربيع الوهم وعشر سنوات من الحصار والحروب والدمار ما يزال الشعب ينتظر لحظة الانعتاق في عبثية الانتظار ، يتنقل معها في حروب لا تنتهي من الداخلية إلى الإقليمية إلى الدولية التي تشكل الآن أكبر تهديد لليمن والمنطقة وما يزال الشعب ينتظر المصير المجهول الذي تختفي داخله لحظة الانعتاق.

 

شارك المقال: