• الساعة الآن 09:46 AM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

النجاح غايات المجموع لا المفرد

news-details

 

محمد العلائي

من الصعب الحكم بيقين على قيمة حدث تاريخي كبير قبل أن تتكشف عواقبه، حتى لو كانت قيمته الأخلاقية واضحة منذ البداية وكامنة فيه.
العواقب منها العاجل ومنها الآجل.
الفعل الصائب بمقياس الحق المجرد قد لا يكون كذلك بمقياس السياسة،
مقياس السياسة المصلحة، والمصلحة منها القريب العاجل ومنها البعيد الآجل.
يقول العروي: "كل عمل تاريخي ناقص بدون معرفة نتائجه، وهذه تتشعب وتتوالى إلى ما لا نهاية، وكل حكم في التاريخ قابل للإستئناف للسبب ذاته. وهذا المبدأ (أو الافتراض الفلسفي) هو في آن واحد أساس النزعة التاريخية (التاريخانية) والديمقراطية والعلم الحديث"، (العروي، العرب والفكر التاريخي، ص93).
ويقول الشاعر الانجليزي اللورد بيرون: 
"إني أحكم بما أنتج العملُ من ثمرات، 
وإنها لَمريرة، 
بل إني مقسور على أن أجني هذه الثمار، 
وأن أستمرِئَها تكفيراً عن خطيئةٍ ما أنا بمرتكِبها".
ومما أؤثر عن السيد المسيح في إنجيل متى: "من ثمارهم تعرفونهم".
النجاح لدى ابن خلدون، وهو ما يسميه "تمام الأمر"، من براهين صلاح القصد في السياسة، وهذا ما يقوله في المقدمة خلال حديثه عن المهدي بن تومرت في المغرب: "ومع هذا فلو كان قصده غير صالح لما تمّ أمره وانفسحت دعوته سنّة الله الّتي قد خلت في عباده".
والنجاح كما كتب نيتشه هو "غالباً ما يُضفي على عملٍ ما - البريقَ الصادق لراحة الضمير، بينما يغمر الفشل أَجلّ الأعمال بظلال تأنيب الضمير. من هنا تأتي قاعدة العمل المعروفة للسياسي الذي يفكِّر: إعطني نجاحاً فقط، وبه سأكون قد كسبت إلى جانبي كلّ الأرواح الصادقة، وأكون قد جعلت منِّي رجلاً صادقاً في عين نفسي".
وإذا كان البرهان في عالم الحقائق هو الذي يقرِّر كل شيء، فالنجاح هو الذي يقوم بهذا التقرير في عالم الوقائع، كما يقول اشبنجلر.
لكن هل هناك معيار موضوعي للنجاح؟
النجاح من المنظور الوطني الحديث يقاس بمقدار القرب أو البعد من الغايات، 
غايات المجموع لا المفرد

 

شارك المقال: