خالد العراسي
*الراتب الشهري(النصف المنتظر)*
أحد الوزراء يستميت بالشرح والتنظير لاقناع المعنيين بأن صرف النصف راتب في أوقات متقاربة (بحسب ايرادات ميناء الحديدة) سيضعف موقفنا في المفاوضات في ملف المرتبات وأنه كلما تباعدت الفترة في الصرف كلما عزز ذلك موقفنا وزادت الضغوطات على السعودية لصرف المرتبات.
يا خبيث موقفنا في المفاوضات تدعمه قيادتنا وقواتنا وعملياتها العسكرية والانتصارات النوعية في المعركة ، وأنت وأمثالك من المزريين من تعملون على اضعاف الموقف.
كما أن التأييد والتفويض والإلتفاف الشعبي هو أيضا داعم أساسي ورئيسي، ومشورتك الخبيثة المراد منها ، تضييق الخناق على الشعب واثارة السخط المجتمعي وضرب الحاضنة الشعبية للأنصار ، لا سيما وأن هناك توقيع باستخدام ايرادات ميناء الحديدة في المرتبات ، وكانت السلطة ملتزمة بهذه النقطة عندما كانت ايرادات الميناء ما بين سبعة الى عشرة مليارات شهريا ، وكان ذلك يجعل النصف الراتب يأتي كل أربعة أشهر ،وعندما تحرك الميناء وتضاعفت ايراداته اكثر من عشرة أضعاف ، برز الشياطين بمشوراتهم الخبيثة لأن حالتهم المعيشية ووضعهم المادي فوق الشابعين بكثير .
فكيف للمختمون أن يشعرون بشعب بات أغلبه حالته تحت خط الفقر ؟
نقول للسيد القائد أن الشعب اليمني العظيم يؤيدك ويفوضك ومستعد أن يتحمل عقود عجاف ،ويكفينا فخرا وعزا وشرفا أنكم أوصلتمونا الى مرحلة النصر بكل اقتدار في المواجهة المباشرة مع رأس الشر والظلام العالمي ، بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادتكم الحكيمة ،وبالتأكيد للمعركة الكبرى نفقاتها المالية الكبيرة ،لا سيما في ظل التطور والانتاج المستمر في التصنيع الحربي ونحن لم ولن نعترض على ذهاب جزء من ايرادات الدولة في موقف مشرف كهذا حتى لو لم نتمكن من صرف المرتب ما حيينا .
وكل ما نرجوه ونتمناه منكم هو شيئين
الاول هو :- حسم المفاوضات وعدم ترك المجال للسعودية بمزيد من المماطلة والتسويف .
والثاني هو :- القضاء على الفجوة الضخمة في الحالة المادية ما بين بعض كبار مسؤولي الدولة والمواطنين.
تلك الفجوة هي التي تؤلمنا ، وبالذات لمن كانوا قبل توليهم المسؤولية لا يجدون قوت يومهم واستغلوا المسؤولية في النهب والفساد وجمع المال الحرام وحققوا طفرة وقفزة وكونوا ثروات هائلة خلال فترة وجيزة بشكل غير مشروع .
قائدنا الرباني والنوراني :- كل ما نطلبه منكم هو تحقيق العدالة .
وذلك من خلال التسريع في وقف الفساد الملياري ومحاسبة هوامير الفساد ومحاكمتهم واستعادة ما نهبوه وإحلالهم بكفاءات نزيهة وشرفاء وعندها سيتحسن الوضع حسب الممكن والمستطاع وسنعيش مآلات العدوان بمنأى عن اخفاقات واخطاء وكوارث الداخل.
مع العلم أن هناك امكانية لصرف نصف مرتب شهري كأقل تقدير ، وذلك إن تم اتخاذ عدة خطوات واجراءات ، واتحمل المسؤولية الكاملة لكل كلمة قلتها سواء فيما يخص نهب المليارات ، أو بشأن إمكانية صرف نصف مرتب شهري "كأقل تقدير" ،وأيضا تحسين الوضع المعيشي والخدمي والحد من الفقر في حال تم تنفيذ بعض الخطوات ومنها :-
١/ إغلاق منابع ومنافذ الفساد الملياري والمحاسبة والمحاكمة لكل فاسد ليكونوا عبرة لغيرهم ، بالتوازي مع تعيين كفاءات نزيهة وعمل رقابي وتقييم مستمر وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب .
٢/ تنمية الايرادات وفق برنامج تنموي ،بما يحقق هدفين في آن واحد وهما :-
-رفد خزينة الدولة
-التخفف على المواطن من الجبايات .
٣/ ضبط الايرادات وفق برنامج رقابي متكامل، وليس بموجب رفع رسوم قديمة او استحداث رسوم جديدة .
٤/ فتح الباب بامتيازات وتسهيلات مجدية للاستثمارات وبخطوات سريعة .
٥/ تنمية الصادرات غير النفطية .
٦/ تفعيل شركة التعدين وهيئة الجيولوجيا والمعادن .
٧/ جمع ايرادات الدولة الى بوتقة واحدة وبرنامج تصحيحي للحسابات الجارية بما لا يضر الموظف وبما يوقف الغرف العشوائي ونهب المال العام .
٨ / العمل بشكل حثيث في اطار الاكتفاء الذاتي زراعيا وصناعيا وخفض فاتورة الاستيراد بالقدر الممكن والمستطاع.
٩/ تفعيل الجمعيات التعاونية وشركات المساهمة الشعبية .
١٠ / تفعيل التكافل الاجتماعي الحكومي المشترك ضمن عدة اطر أهمها :-
-تفعيل الانتاج المحلي الفردي والاسري ضمن مشاريع التمكين الاقتصادي.
- دعم وتشجيع المشاريع الصغرى والاصغر .
- التأهيل الفني والمهني .
- تفعيل المعونات الطارئة والمعونات الدائمة بحسب الحالات والضروريات (لحالات طارئة ولاسر لا يوجد لديها من يمكن أن يقوم بأي عمل).
الى جانب خطوات اخرى ،وتعلمون بأنني سبق أن رفعت وأوصلت لكم شخصيا مقترحات وبرامج ورؤى في اطار رفد خزينة الدولة بما لا يضر المواطن ولا يحتاج الى تعديل قانوني او اصدار قوانين جديدة ،ووجهتم بدراستها ثم وجهتم بتنفيذها ولم تتنفذ الى الان لأن هوامير الفساد عرقلوا التنفيذ كونها تغلق عليهم حنفية ضخمة وستجعل المليارات التي تتدفق الى جيوبهم تتدفق الى خزينة الدولة ، وأعتقد أنه قد آن الاوان لتنفيذها والى جانبها برامج متكاملة في اطار النقاط المذكورة ، ويجب أن يتم ذلك بشكل عاجل وفوري كوننا بأمس الحاجة لهذه الاصلاحات كجزء أساسي من الاعداد للمعركة الكبرى ، علما بأن العدو هو الذي يعرقل تنفيذ كل خطوات التصحيح والتحديث والتطوير وكل ما يحل مشاكل المؤسسات ويحسن أداءها ويصحح الوضع المؤسسي ، وبالتأكيد العدو لا يحكمنا لكن أياديه في الداخل تخدمه وتحقق ما يريده.
ومن تمكن بفضل الله عز وجل من صد ومقاومة ومواجهة أبشع عدوان كوني شهدته البشرية ، لن يعجز باذن الله عن التصحيح .
ابدأ يا قائدنا فانهم لا يعجزونك .
والشعب معك قلبا وقالبا ونفديك بارواحنا.
والله الموفق والمستعان .
وتقبلوا فائق الشكر والتقدير.